Aqsa Files
انتشرت في شوارع البلدة القديمة في القدس أعداد كبيرة من رجال الشرطة وحرس الحدود الإسرائيليين تحسباً لانطلاق تظاهرات فيها، وذلك في إثر إحباط محاولة اقتحام الحرم القدسي من جانب متطرفين دينيين يهود أرادوا احتلال المسجد الأقصى وقبة الصخرة وإقامة مركز للدراسات الدينية، يشيفا، هناك. وجرت هذه المحاولة في ساعة متأخرة من الليلة ما قبل الماضية. وقال الناطق باسم قيادة الشرطة الإسرائيلية في المنطقة الوسطى مئير جلبوع إنه تم اعتقال 43 شخصاً، أغلبيتهم من حركة كاخ المتطرفة التي يترأسها الحاخام مئير كهانا، وطلاب في المدرسة الدينية في مستوطنة كريات أربع. وأضاف جلبوع أن الشرطة تلقت مخابرة مكنتها من إحباط المحاولة في الوقت الملائم. وكان المقتحمون يريدون بعملهم هذا الاحتجاج على منع اليهود من الصلاة في الحرم الشريف، وفق ما أعلنه الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية.
وذكرت الصحف الإسرائيلية أن قوات الأمن فرضت نظام حظر تجول على الحي اليهودي في البلدة القديمة إلى حين اعتقال المشتبه بهم. وكان بين المعتقلين الحاخام يسرائيل أريئيل الذي كان زعيم حركة عدم الانسحاب من سيناء.
وقد استسلمت المجموعة لقوات الأمن، وسلم أفرادها أسلحتهم، واقتيدوا إلى قيادة الشرطة للتحقيق معهم.
اكتشفت دائرة الأوقاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى يُعتقد أن المتطرفين اليهود قاموا بحفرها في أثناء محاولتهم اقتحام الحرم، وقد تقرر إجراء اتصالات فورية بالمسؤول عن الحفريات في المنطقة مئير بن دوف، والطلب منه العمل على إغلاق هذه الفتحات من الخارج.
وأعلنت دائرة الأوقاف أن أجهزتها الفنية والهندسية ستواصل العمل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأقصى من الداخل. وأشاد مدير الأوقاف العام حسن طهبوب بيقظة وحذر حراس الحرم الذين اكتشفوا محاولة الاعتداء في وقت مبكر، ودعا إلى استمرار اليقظة والحذر وتشديد الحراسة على جميع نقاط المراقبة على أسوار الحرم.
طالبت الهيئة الإسلامية السلطات الإسرائيلية المختصة بالمحافظة على المقدسات الإسلامية في القدس والضفة الغربية بعد أن تكرّرت حوادث اعتداء المتطرفين الإسرائيليين على هذه الأماكن، وباتت تهدّد وجودها كما حدث في القدس والخليل.
وأكدت الهيئة الإسلامية، في مذكرة بعثت بها إلى وزير الشرطة الإسرائيلية، أن المعتدين لا يخفون هوياتهم، وبينهم أعضاء كنيست وأساتذة جامعات وأعضاء أحزاب.
ذكرت صحيفة "دافار" أن أعضاء المجموعة اليهودية التي خططت للسيطرة على الحرم القدسي، والبالغ عددهم 38 شخصاً، قد انتظموا لتحقيق هذا الهدف فقط، وهم لا يشكلون منظمة سرية خططت لأعمال أُخرى في السابق، وذلك وفق تقدير الشرطة الإسرائيلية.
وأكدت مصادر في الشرطة أن مجرى التحقيق الحالي يشير إلى أن أعضاء هذه المجموعة من الشباب ذوي الآراء المتطرفة، وكان هدفهم القيام بعمل يثير ضجة في إسرائيل والعالم، ذلك بأن "فكرة السيطرة على الحرم القدسي كانت ستنال إعجاب المتطرفين"، بحسب أحد مسؤولي الشرطة.
ومن الواضح أن هؤلاء الشباب، ومعظمهم جنود في الجيش الإسرائيلي ويدرسون في المدرسة الدينية في مستوطنة كريات أربع، يؤيدون المجموعات مثل حركة كاخ التي يترأسها الحاخام مئير كهانا، وبعضهم ينتمي إلى هذه الحركة. وتقوم الشرطة وأجهزة الأمن بالتحقيق فيما إذا استُخدمت المدرسة الدينية في كريات أربع كمكان للتخطيط لأعمال غير قانونية.
وعلمت "دافار" بأن أعضاء المجموعة لا يتعاونون مع المحققين الذين يحاولون معرفة من الذي بادر إلى فكرة السيطرة على الحرم القدسي، وما إذا كان المتهمون على علاقة بأعمال أُخرى في الآونة الأخيرة استُخدم فيها السلاح والمواد المتفجرة، وأيضاً ما إذا كانوا يخططون للقيام بأعمال أُخرى في المستقبل.
وذكرت الصحيفة أن الشرطة فتشت منازل المتهمين وعثرت على أدلة جديدة غير التي كانت في حيازتهم، وقامت بتوزيع المعتقلين على ثلاثة مراكز اعتقال، هي: القدس وعسقلان وتل أبيب، وذلك لأسباب أمنية. ولم يتضح بعد ما إذا كان أعضاء المجموعة يعتزمون استخدام السلاح في أثناء سيطرتهم على الحرم القدسي.
دعا الحاخام مردخاي إلياهو، الذي رشح نفسه كخلف لكبير الحاخامين الشرقيين عوفاديا يوسف، إلى بناء كنيس يهودي في منطقة يُسمح لليهود المتدينين بدخولها في المسجد الأقصى. وقد اجتمع أمس الأول حاخامون مقيمون بالجولان في بيت حاخام المنطقة يعقوب شفتيتر بهدف إظهار تأييدهم آراء الحاخام إلياهو كي يتم تنصيبه الحاخام الأكبر في إسرائيل للطائفة اليهودية الشرقية.
نشرت الصحف الإسرائيلية معلومات جديدة عن محاولة الاعتداء على المسجد الأقصى أواخر الأسبوع الماضي. ونسبت صحيفة "هآرتس" إلى مصادر إسرائيلية مطلعة قولها إن عشرة أشخاص، من أصل الـ 38 شخصاً الذين حاولوا الاعتداء على المسجد الأقصى، كانوا من الجنود العاملين في سلاح المدرعات، وعُلم أيضاً أن الشرطة الإسرائيلية وجدت في حيازة هؤلاء، في أثناء محاولتهم تنفيذ مؤامرتهم، 15 قطعة سلاح وكميات هائلة من الذخيرة، وجميعها مرخصة، ذلك بأنه يُسمح للجنود حيازة هذه الأسلحة، لكن الشرطة الإسرائيلية لا زالت تتحرى في هذا الشأن.
والجديد فيما يتعلق بانتماء أفراد هذه المجموعة أن قلة منهم فقط تنتمي إلى حركة كاخ (التي يتزعمها الحاخام كاهانا والتي ليس لها تمثيل في الكنيست الإسرائيلي)، بينما معظمهم أعضاء في حركة هتحياه (النهضة). وتم أمس الأول في محكمة الصلح في القدس تمديد توقيف أعضاء هذه المجموعة مدة تتراوح بين 3–10 أيام، كذلك تم اعتقال شخصين آخرين وتوقيفهما مدة أسبوع واحد.
وقدم ممثل الشرطة أمام قاضي المحكمة وثيقة سرية تتضمن معلومات عن مخطط وأهداف محاولة استيطان الحرم القدسي، وفيها أن أفراد المجموعة خططوا للدخول إلى الحرم عن طريق مغارة سرية (قاموا بحفرها مسبقاً) والاستيطان هناك (داخل الحرم)، وذلك بهدف التفاوض مع السلطات من داخل الموقع الاستيطاني (في الحرم) من أجل إثارة الرأي العام بشأن حقيقة أن اليهود لا يستطيعون حتى الآن إقامة شعائرهم الدينية على جبل البيت (داخل الحرم).
عقد عضو الكنيست حنان بورات من كتلة هتحياه، والحاخام موشيه ليفنغر من حركة غوش إيمونيم، والحاخام إليعيزر فيلدمان رئيس المعهد الديني في مستوطنة كريات أربع مؤتمراً صحافياً طالبوا فيه بالسماح لليهود بالصلاة في الحرم القدسي. وقال الحاخام ليفنغر إنه في الماضي لم يُسمح لليهود بأداء الصلاة في الحرم الإبراهيمي في الخليل أيضاً، وقد تغير هذا الوضع بعد مطالبة المستوطنين اليهود بذلك، وأضاف أنه ما من سبب يحول دون اتخاذ قرار مماثل بالنسبة إلى الصلاة في الحرم القدسي. من جهته، قال الحاخام فيلدمان إن المعهد الديني الذي يترأسه يشجع طلابه على النشاطات السياسية. ورأى عضو الكنيست حنان بورات أن أداء الصلاة في الحرم القدسي لا يتنافى مع القانون، وأنه لأسباب إدارية فقط لم تُحدد أنظمة جديدة بهذا الشأن.
أمر قاضي المحكمة المركزية في القدس بالإفراج عن المتطرفين التسعة والعشرين المتهمين بمحاولة اقتحام الحرم القدسي، وذلك بكفالة مالية بلغت 5000 عن كل منهم. كذلك أمر القاضي المتهمين بعدم مغادرة منازلهم إلى حين صدور الأحكام ضدهم، مع السماح لهم بالذهاب إلى الكنيس مرة واحدة في الأسبوع في أيام السبت والأعياد اليهودية. وقد وُجهت إلى هؤلاء الذين ينتمون إلى الحلقات المتطرفة في مستوطنة كريات أربع تهم التآمر بهدف إشاعة الكراهية والبغضاء بين اليهود والعرب.
وكانت النيابة العامة قد طالبت المحكمة المركزية تمديد توقيف هؤلاء المتهمين حتى انتهاء الإجراءات القانونية بحقهم.