يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
15/11/2023
فلسطين
واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، عدوانها على قطاع غزة، لليوم الـ40 تواليًا، بتكثيف الغارات واقتحام مجمع الشفاء الطبي بعد 6 أيام من الحصار والقصف، مع استمرار قصف المنازل على رؤوس قاطنيها واستهداف محطات إرسال الاتصالات والإنترنت، ومواصلة جرائم الإبادة الجماعية، مع تصاعد عمليات التوغل البري من عدة محاور وسط مقاومة شرسة.
وأفادت وزارة الداخلية في غزة، بوصول شهداء ومصابين جراء استهداف من طائرات الاحتلال على عدة منازل متفرقة وسط وغرب مخيم جباليا صباح اليوم.
وشنت طائرات الاحتلال غارات على منطقة تل الزعتر بجوار المستشفى الإندونيسي شمال غزة.
ووصل شهداء وإصابات إلى مستشفى شهداء الأقصى إثر استهداف الاحتلال أبراج الصالحي بمخيم النصيرات وسط القطاع، وفق وزارة الداخلية بغزة.
وأفادت مصادر إعلامية بوصول 25 شهيداً للمستشفى المعمداني (الوحيد الذي لا يزال يعمل في مدينة غزة) إثر غارات إسرائيلية على حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وارتقى 4 شهداء وأصيب آخرون في قصف طائرات الاحتلال منزلاً مجاوراً لمركز إيواء في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأفاد مصدر طبي أن 28 شهيدًا منهم 7 نساء و6 أطفال وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس، أمس الثلاثاء، إضافة إلى 98 إصابة منهم 23 سيدة و21 طفلاً جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت عدة منازل.
اقتحام مجمع الشفاء الطبي
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره وقصفه المتكرر على مدار الأيام الستة الماضية. وأفادت مصادر من مجمع الشفاء الطبي للجزيرة أن جيش الاحتلال فجّر مستودعًا للأدوية والأجهزة الطبية داخل المستشفى. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال اعتقلت عددًا من النازحين والمرضى والجرحى بمجمع الشفاء الطبي. وأفاد شهود عيان داخل المجمع الطبي، أن آليات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القسم الغربي من المجمع، وفجّرت أبواب الأقسام وجدران في المنطقة المقتحمة، مؤكدين أن عشرات الجنود دخلوا لمبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، فيما تمركزت دبابات الاحتلال داخل حرم المجمّع الطبي، وسط حالة رعب وهلع بين المواطنين والمرضى والطواقم الطبية المتحجزين داخله.
المجازر مستمرة
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني جرائم قصف المنازل على رؤوس ساكنيها، وارتكبت المزيد من الجرائم. وارتقى 6 شهداء، منهم أطفال ونساء وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الأغا وسط خانيونس.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الشيخ في حي الدرج بمدينة غزة وسط أنباء عن وجود شهداء وجرحى.
والليلة الماضية، قصفت طائرات برج إرسال اتصالات في عمارة لعائلة العبادلة في بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس ونقل 9 إصابات من المكان، وهو سادس برج يقصفه الاحتلال خلال 24 ساعة جنوب وادي غزة.
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مجمّع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره وقصفه المتكرر على مدار الأيام الستة الماضية. وقال رئيس قسم الحروق بالمجمّع، أحمد مخللاتي، في تصريح صحفي نقلته قناة الجزيرة، إن: "الدبابات الإسرائيلية والجرافات دخلت إلى حرم المجّمع الطبي". وأفاد شهود عيان داخل المجمّع، أن آليات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القسم الغربي من المجمّع، وفجّرت أبواب الأقسام وجدران في المنطقة المقتَحمة، مؤكدين أن عشرات الجنود دخلوا لمبنى قسم الطوارئ في المجمّع، فيما تمركزت دبابات الاحتلال داخل حرم المجمّع الطبي، وسط حالة رعب وهلع بين المواطنين والمرضى والطواقم الطبية المتحجزين داخله.
صرّح مدير شؤون وكالة الأونروا في غزة، توماس وايت، بأن الوكالة تلقّت اليوم نحو 23 ألف لتر من الوقود، أي 9% فقط من احتياجها اليومي لمواصلة الأنشطة المنقذة للحياة في القطاع. وذكر وايت، على موقع "X" أن السلطات الإسرائيلية قيّدت استخدام الوقود ليقتصر فقط على نقل المساعدات من رفح، بحيث لا يستخدم للمستشفيات أو لتوفير المياه. وأضاف المسؤول الأممي أن نفاد الوقود أدى إلى توقف جميع مضخات الصرف الصحي الثلاث في رفح، ومحطة تحلية المياه في خانيونس التي توفر المياه لمئات آلاف الأشخاص. وقال إن جميع الآبار في رفح، وهي المصدر الوحيد للماء في المدينة، قد توقفت عن ضخ المياه بسبب نفاد الوقود. وأضاف أن مستشفى الأمل، التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، أوقفت جميع خدماتها ما عدا الطوارئ، مع عدم وجود وقود لسيارات الإسعاف.
قال مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، لقناة "الجزيرة"، محمد زقوت: "تواصلت قبل قليل (5:30 فجراً) مع وكيل الوزارة وهو مع الطواقم الطبية إلى جانب المرضى، وعلمت أن قوات الاحتلال اقتحمت قسم الجراحات والطوارئ وتنفّذ عمليات تفتيش في القبو الذي يوجد به نازحين". كما اقتحمت قوات الاحتلال (صباحاً) مبنى الأمراض الباطنية والكلى في مستشفى الشفاء الطبي. وأفاد مصدر طبي داخل المجمع الطبي أن قوات الاحتلال طلبت عبر مكبرات الصوت من النازحين داخل مستشفى الشفاء الخروج. كما طالبت قوات الاحتلال الطواقم الطبية بالخروج من التجمّع الطبي إلاّ أنهم يرفضون الخروج وترك المرضى والمصابين. وأفاد مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، أن هناك انقطاعاً للتواصل مع الموجودين داخل المجمّع الطبي، وهناك صعوبات في معرفة ما يجري. وشدد زقوت، على كذب مزاعم الاحتلال بشأن مجمّع الشفاء وباقي المستشفيات، مذكراً بأن الوزارة دعت لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفى والتحقق من رواية الاحتلال الكاذبة. وقال زقوت: جيش الاحتلال كان يعتقد أن دخول جنوده مجمّع الشفاء سيكون نصراً له لكنه لم يجد أي دليل على وجود المقاومة. كما أشار إلى أن وزارة الصحة وافقت قبل 3 أيام على إخلاء المستشفى عبر سيارات إسعاف مصرية أو أي آلية أخرى لنقل الأطفال لمستشفيات أخرى في الجنوب، ونقل باقي المرضى إلى مدرسة لعدم وجود متسع في المستشفيات، ولكن لم يتم التجاوب مع هذا المقترح. وأكد أن الاحتلال أطلق النار على من خرج من الممر الذي زعم أنه آمنا للخروج من المشفى.
تحدثت مذيعة شبكة CNN، إيزا سواريس، مع الدكتور غسان أبو ستة في مدينة غزة، ووصف الوضع الذي يعيشونه في مستشفى الأهلي، كما تحدث عن نيران المدافع الرشاشة شبه المستمرة من حوله، والمباني تهتز، وطابور لا نهاية له من الجرحى الذين لا يستطيعون الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه. وقال أبو ستة: "لدينا أكثر من 500 جريح في المستشفى، ولا يوجد سوى غرفتي عمليات و3 جراحين". وأضاف: "المستشفى مكتظة ونعاني من نقص الموارد. نحن نقوم بإجراء عمليات مؤلمة حقاً بدون مخدر لأننا نحاول الحفاظ على المخدر، ولأننا لا نستطيع الوصول إلى غرف العمليات، نحاول الاحتفاظ به للعمليات الأكثر إنقاذًا للحياة".
ذكرت حركة حماس، في بيان صحفي: "نحمّل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد، والرئيس الأميركي، جو بايدن، وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمّع الشفاء الطبي، وما يتعرّض له الطاقم الطبي وآلاف النازحين، جرّاء هذه الجريمة الوحشية". وقالت: إن الاقتحام يهدف لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وإجبارهم قسراً على النزوح من الشمال إلى الجنوب "لاستكمال مخطط الاحتلال الرامي لتهجير شعبنا كما جاء على لسان العديد من وزراء الكيان المحتل". وأضافت: إن اتهامات واشنطن لها باستخدام مستشفيات في قطاع غزة لغايات عسكرية، مجرد أكاذيب، وتأتي "بمنزلة ضوء أخضر أميركي" لارتكاب إسرائيل "مزيداً من المجازر الوحشية بحق المستشفيات".
من جهته، قال القيادي في حركة حماس، عزت الرشق: "إن محاولة نتنياهو تصوير توغل دباباته وجيشه المهزوم خلال اقتحام مستشفى الشفاء كأنه إنجاز، هو مراهقة سياسية ومسرحية مكشوفة لن تنطلي على أحد ولن يصدقها أحد، فمستشفى الشفاء مرفق مدني طبي وليس ثكنة عسكرية".
حذّرت وزارة الصحة بغزة، من ارتكاب الاحتلال مجزرة بحق المرضى والنازحين والطواقم الطبية المحاصرين داخل المستشفى، والذين يقدّر عددهم بتسعة آلاف شخص. وأفاد الشهود فجر اليوم "بسماع أصوات إطلاق نار في ساحات المجمّع". واستنكر المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إطلاق قوات الاحتلال النار داخل مستشفى الشفاء. وقال القدرة في تصريحات صحفية: "لا يوجد شيء يستدعي إطلاق النار داخل مستشفى الشفاء لعدم وجود أي شكل من أشكال المقاومة فيه، وما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي يشكل إرهاباً للأطباء والمرضى". وأكد أن "1500 من أعضاء الطاقم الطبي ونحو 7 آلاف نازح موجودون داخل الشفاء الآن".
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة طالت 54 مواطناً من الضفة الغربية، بينهم 15 طالبة جامعية. وذلك في كلّ من: الخليل، نابلس، جنين، القدس، بيت لحم، رام الله، طولكرم، وسلفيت.
تمكنت المقاومة الفلسطينية من تدمير عدة دبابات لقوات الاحتلال الصهيوني، وإسقاط طائرة مسيّرة والسيطرة عليها، وواصلت خوض ملاحم بطولية واشتباكات في محاور التوغل بقطاع غزة وفجّرت المزيد من الدبابات، ووجّهت رشقات صاروخية تجاه مستوطنات الاحتلال وتحشداته العسكرية.
واستهدفت كتائب القسام دبابة صهيونية شمال غرب مدينة غزة بقذيفة "الياسين105". وجدّدت قصف مغتصبة [مستوطنة] "سديروت" برشقة صاروخية. وقصف تجمع الآليات المتوغلة شرق مدينة دير البلح بقذائف الهاون. واستهدفت دبابة وجرافة صهيونيتين شمال غرب مدينة غزة بقذيفتي "تاندوم". وأعلنت أنها استهدفت تجمع لقوات العدو في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114 ملم. كما أعلنت عن قصف "عسقلان" برشقة صاروخية. ودوّت صفارات الإنذار في عسقلان وضواحيها قبل سقوط صاروخ في المدينة المحتلة إثر الرشقة الصاروخية. واستهدفت كتائب القسام ناقلة جند صهيونية شمال غرب مدينة غزة بقذيفة "الياسين105". وأعلنت عن استهداف جرافة صهيونية شرق مدينة دير البلح بقذيفة "الياسين105".
بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في بلاغ عسكري: أسقطنا طائرة صهيونية من نوع "سكاي لارك" بدون طيار والسيطرة عليها، دون المزيد من التفاصيل. كما قصفت بقذائف الهاون تحشدات وجنود العدو في تلة المدفعية شمال القطاع مؤكدة إصابتهم إصابة مباشرة. وذكرت مصادر محلية أن المقاومة تصدّت لقوة صهيونية توغلت في الأطراف الشرقية لدير البلح وسط قطاع غزة، تحت غطاء من القصف المدفعي الكثيف.
أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، بأشد العبارات، اقتحام جيش الاحتلال لمجمّع الشفاء الطبي وغيره من المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة، واعتبرته انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف وامتداد لمجمل الانتهاكات والجرائم التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، واستهدافه المتواصل للمراكز الصحية والطواقم الطبية والإسعافية، بما يؤدي إلى حرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه المتعلقة بحقه بالعلاج وتلقي الخدمة الطبية كالتزام واجب الإتباع من قبل القوة القائمة بالاحتلال. وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية والآلاف من المرضى والجرحى والأطفال بمن فيهم الخدّج والنازحين المتواجدين في المجمع، وطالبت بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم.
كذلك، أدانت الوزارة في بيان بأشد العبارات جريمة استهداف الاحتلال محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة والذي أدى إلى إصابة 7 من كوادر المستشفى، وتعتبرها جزءاً لا يتجزأ من الاستهداف الإسرائيلي الوحشي للمستشفيات والطواقم الطبية والمرضى والجرحى وتعريضهم للخطر الشديد، في خرق صريح وبشع للقانون الدولي واتفاقيات جنيف. وطالبت الوزارة بمواقف دولية واضحة بإدانة هذه الجريمة واتخاذ ما يلزم من الإجراءات لإجبار دولة الاحتلال الالتزام بالقانون الدولي الإنساني بما يضمن حماية المدنيين الفلسطينيين وجميع المراكز التي تقدم الخدمات الإنسانية وفي مقدمتها المستشفيات وطواقمها.
كما طالبت الوزارة في بيان برفع مستوى ردود الفعل الدولية تجاه اقتحام المستشفيات وفرض عقوبات دولية رادعة على دولة الاحتلال الإسرائيلي. وفي بيان آخر، اعتبرت الوزارة أن جرائم هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، هي انعكاس لازدواجية معايير دولية تميّز بين إنسان وآخر.
دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية تصدر بياناً تعتبر فيه أن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مجمّع الشفاء الطبي، هو استمرار لجريمة الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها بحق الشعب الفلسطيني.
اعتمد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2712 الذي يدعو إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة والإفراج الفوري وبدون شروط عن كل الرهائن. اعُتمد القرار، في المجلس المكون من 15 عضواً، بتأييد 12 عضواً وامتناع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة المتحدة عن التصويت. وكانت هذه هي المحاولة الخامسة في المجلس لاعتماد مشروع قرار حول التصعيد في غزة وإسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر. ولم يتمكن المجلس في المرات السابقة من اعتماد أي من مشاريع القرارات التي طرحت عليه إما لاستخدام الفيتو أو عدم الحصول على العدد الكافي من الأصوات.
مالطة، رئيسة مجموعة المجلس للأطفال والصراعات المسلحة، قدمت مشروع القرار الذي يدعو إلى إقامة هُدن وممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة لعدد كاف من الأيام لتمكين الوكالات الإنسانية الأممية وشركائها من الوصول الكامل والعاجل ودون عوائق لتقديم المساعدة الإنسانية وتيسير توفير السلع والخدمات الأساسية المهمة لرفاه المدنيين وخاصة الأطفال في جميع أنحاء قطاع غزة.
وفي هذا الصدد أشار القرار إلى أن تلك الهُدن الإنسانية ستُمكن من "إجراء الإصلاحات العاجلة في البنية التحتية الأساسية وجهود الإنقاذ والإنعاش العاجلة بما في ذلك للأطفال المفقودين" في المباني المتضررة والمدمرة بما يشمل الإجلاء الطبي للأطفال المرضى أو الجرحى ومقدمي الرعاية. ويدعو القرار إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس وغيرها من الجماعات، ولا سيما الأطفال، فضلاً عن ضمان الوصول الفوري للمساعدات الإنسانية. ويهيب القرار بجميع الأطراف الامتناع عن حرمان السكان المدنيين في غزة من الخدمات الأساسية والمساعدة الإنسانية اللازمة لبقائهم على قيد الحياة بما يتفق مع القانون الدولي الإنساني. ويرحّب بالعملية الأولية لتوفير الإمدادات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة وإن كانت محدودة، ويدعو إلى توفير هذه الإمدادات لتلبية الاحتياجات للسكان المدنيين وخاصة الأطفال. ويطالب القرار جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي. ويشدّد على أهمية آليات التنسيق والإخطار الإنساني وتفادي التضارب، لحماية جميع العاملين الطبيين والإنسانيين والمركبات والمواقع الإنسانية والبنية التحتية الحيوية، بما فيها مرافق الأمم المتحدة، والمساعدة في تسهيل تنقل قوافل المساعدة والمرضى وخاصة الأطفال المرضى والجرحى ومقدمي الرعاية لهم.
حذّرت شركتا الاتصالات الرئيسيتان في غزة، "بالتل وجوال"، يوم الأربعاء، من"توقف كافة خدمات الاتصالات خلال الساعات القليلة القادمة" في القطاع. وذكرت الشركتان في بيان مشترك "نأسف للإعلان عن توقف كافة المولدات العاملة في المقاسم الرئيسية في قطاع غزة، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها حيث أصبحت عناصر الشبكة الأساسية تعتمد على ما تبقى من مصادر تخزين الطاقة (البطاريات)".
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في تحديث للعمليات لليوم الـ40 على التوالي من معركة طوفان الأقصى، عن تدمير 11 آلية إسرائيلية، واستهداف حفّار عسكري ترافقه قوة من جنود الاحتلال بعبوات مضادة للدروع وعبوة أخرى مضادة للأفراد شرق جحر الديك، كما تمكّن مجاهدي القسام وسرايا القدس وألوية الناصر من استهداف دبابتين صهيونيتين بقذيفتي "تاندوم" و "الياسين 105" جنوب غرب مدينة غزة، وجدّدت القسام قصف "سديروت" و"عسقلان" برشقة صاروخية، واستهدفت تجمّع لقوات العدو في محور جنوب مدينة غزة بمنظومة الصواريخ "رجوم" قصيرة المدى من عيار 114 ملم، كما استهدفت جرافة صهيونية شرق مدينة دير البلح بقذيفة "الياسين 105".
إسرائيل
رد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان، على قرار مجلس الأمن الدولي الذي تم تبنيه بعد ظهر اليوم الأربعاء، قائلاً إن: "قرار المجلس منفصل عن الواقع ولا معنى له. وبغض النظر عمّا يقرره المجلس، فإن إسرائيل ستواصل التصرف وفقاً للقانون الدولي، في حين أن [إرهابيي] حماس لن يقرأوا القرار على الإطلاق، ناهيك عن الالتزام به". وتابع: "من المؤسف أن يستمر المجلس في تجاهل، أو عدم إدانته، أو حتى ذكر المذبحة التي ارتكبتها حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي أدت إلى الحرب في غزة. إنه لأمر مخز حقاً". وأكد إردان على أن "استراتيجية حماس تتمثل في تعمد تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة وزيادة عدد الضحايا الفلسطينيين من أجل تحفيز الأمم المتحدة ومجلس الأمن على وقف إسرائيل. ذلك لن يحدث. إسرائيل ستواصل التحرك حتى القضاء على حماس وإعادة الرهائن".
تلقت وزارة الأمن القومي الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة، في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، 236 طلباً من مواطنين للحصول على رخصة سلاح، وأصدرت خلال هذه الفترة القصيرة أكثر من 31 ألف رخصة سلاح، واشترى 18 ألف مواطن مسدسات بعد حصولهم على الرخص، وفق معطيات صادرة عن الوزارة اليوم، الأربعاء. وحسب المعطيات، فإن عدد الطلبات للحصول على رخصة سلاح منذ بداية الحرب على غزة يفوق عدد الطلبات التي قُدمت خلال العشرين عاماً الماضية. ومنذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تم إصدار حوالي 1700 رخصة سلاح بالمعدل يومياً. وأضافت الوزارة، أن رخص السلاح صدرت لمواطنين استوفوا المعايير الجديدة والمتساهلة التي أقرّها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وكان بن غفير قد دعا "كل من يستوفي الشروط ولم يبدأ بإجراءات تقديم طلب لرخصة سلاح أن يفعل ذلك". وزادت الوزارة، مؤخراً، عدد الموظفين فيها الذين يتابعون عملية إصدار رخص السلاح. وحسب المعايير الجديدة والمتساهلة لاستصدار رخصة سلاح، فإن رجلاً يزيد عمره عن 21 عاماً وخدم بصفة "مقاتل" لمدة سنة أو أنهى الخدمة العسكرية لمدة سنتين، وامرأة تجندت في الخدمة القومية أو المدنية لمدة سنة، يكونوا مستحقين لحمل سلاح في حال كانوا يسكنون أو يعملون في بلدة يستحق سكانها حمل سلاح. وكانت المعايير السابقة تشترط خدمة عسكرية أو مدنية كاملة من أجل الحصول على رخصة سلاح. وطلبت وزارة القضاء أن تكون الأنظمة الجديدة والمتساهلة لاستصدار رخصة سلاح سارية لمدة سنة، إلا أن لجنة الأمن القومي في الكنيست صادقت على جعلها أنظمة دائمة.
صرّح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، في إيجاز صحافي: "قواتنا تواصل العمل في منطقة مجمع الشفاء. وجدنا في مستشفى الشفاء أسلحة ومواد استخباراتية. قواتنا تواصل التمشيط بمستشفى الشفاء بحثاً عن مواد وأسلحة أخرى. تم استخدام مستشفى الرنتيسي بغزة في [أعمال إرهابية]. نعمل على مدار الساعة من أجل إعادة المخطوفين. ننفذ عملية مركزة بعد تحضير مسبق والأمر يحتاج إلى وقت".
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، بيتر ليرنر، لشبكة CNN، اليوم الأربعاء، إن العملية في المستشفى كانت "دقيقة" و"مستمرة". وقال ليرنر لمذيع CNN، جون فوس: "عمليتنا التي أطلقت في الساعات الأولى من صباح اليوم في منطقة مستشفى الشفاء كانت دقيقة، وتقع في موقع محدد داخل حرم المستشفى، داخل مجمع المستشفى. وبالفعل كانت تستند إلى الضرورة العملياتية والمعلومات الاستخباراتية، والعملية مستمرة. لن أدخل في تفاصيل عن أين أو كيف أن الأنشطة مستمرة، ولكن يمكنني أن أؤكد أنها مستمرة". ورداً على سؤال عما إذا كانت القوات الإسرائيلية قد أبلغت المسؤولين في غزة قبل الدخول، قال ليرنر: "نحن نعمل على أساس القانون الإنساني الدولي وقواعد النزاع المسلح. وعندما اقتربنا من المستشفى، أخبرنا المسؤولين بأن يبتعدوا عن النوافذ للتأكد من أن المرضى والمدنيين داخل المجمع يبتعدون عن النوافذ ويختبئون لأننا نعتزم إجراء عملية عسكرية نميز فيها بين المدنيين والإرهابيين". وأردف ليرنر: "نحن نحاول وحاولنا إخلاء أكبر عدد ممكن من الناس من مبنى المستشفى وحرم المستشفى نفسه من أجل تمكيننا من مواجهة حماس ومواصلة أهدافنا في هذه الحرب"، حسب قوله.
فرضت لجنة الأخلاقيات البرلمانية في الكنيست الإسرائيلي، عقوبات على النائبتين العربيتين، ايمان خطيب ياسين من القائمة العربية الموحدة، وعايدة توما سليمان من الجبهة الديموقراطية للسلام، في أعقاب تصريحات لهما مرتبطة بالحرب. وكانت خطيب صرّحت خلال مقابلة في قناة الكنيست بأن مسلحي حماس "لم يذبحوا أطفالًا أو يغتصبوا نساء" بعد مشاهدة فيلم الجيش الإسرائيلي عن الهجوم الدموي في 7 أكتوبر، والذي عرض أمام أعضاء الكنيست، إلا أنها أدانت جرائم حماس. حزبها لم يقبل هذه التصريحات في حينه، وطالب بإبعادها، وهي بنفسها اعتذرت وقالت إنها :"لم تقصد إنكار هذه الأفعال الشنيعة".
أما النائب عايدة توما سليمان، اتهمت الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، بما يشمل مهاجمة مستشفيات في غزة، وإطلاق نار على نازحين. ففُرضت عليها عقوبات أشد والتي شملت إبعادها من الكنيست على مدار شهرين، وحرمانها من راتبها على مدار أسبوعين. وأشار قرار اللجنة إلى أنه في رد وظهور عايدة توما سليمان أمام لجنة الأخلاقيات لفتت إلى أنه في التغريدة التي نشرتها تعيد نقل شهادات وتشكل جزء من حرية التعبير السياسية الواسعة الممنوحة لعضو الكنيست. وبحسب البيان الصادر: "تعتقد اللجنة أن اتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب من قبل عضو كنيست، يساهم بجهود أعداء دولة إسرائيل للمساس بشرعية إسرائيل، سواء عن قصد أو غير قصد". كما أوضح أعضاء اللجنة بقرارهم أن : "اللجنة تأسف على أن النائب عايدة توما سليمان اختارت التمسك بموقفها، ولم تتراجع، أو تتأسف أو تتحفظ على كلامها، رغم البيان الرسمي للمتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي".
نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، تدوينة على صفحته بمنصة "أكس" قال فيها: "تعمل قوات جيش الدفاع في هذه الساعة بشكل مركّز في مستشفى الشفاء.. تأتي هذه الأعمال داخل مجمّع محدد توجد حوله معلومات استخبارية تؤشر إلى وجود أعمال [إرهابية] لحماس وبناء على ضرورة عملياتية.. قبل الدخول إلى المستشفى واجهت قواتنا عبوات ناسفة وخلايا تخريبية واندلعت اشتباكات قتل خلالها عدد من [المخربين]". وتابع: "لقد سلمت قوات جيش الدفاع عتاداً طبياً وحاضنات وتركيبات حليب الأطفال من [دولة] إسرائيل إلى مستشفى الشفاء.. تعمل في الميدان طواقم طبية لجيش الدفاع تنطق باللغة العربية للتأكد أن المواد الطبية ستنقل إلى من يحتاجها".
وجّه رئيس كتلة "المعسكر الوطني" وعضو كابينيت الحرب الإسرائيلي، بيني غانتس، اليوم الأربعاء، تهديدات إلى حماس وحزب الله. وقال في خطاب في مقر وزارة الأمن في تل أبيب، إن "ما ننفذه بشكل فعّال في الجنوب يمكن أن ننفذه بشكل أفضل (ضد حزب الله) في الشمال، إذا اضطررنا لذلك". وأضاف غانتس أن "الجنود الإسرائيليين يواصلون العمليات في عمق مدينة غزة ضد من حولوا المستشفيات إلى غرف حربية ينفذون منها جرائم حرب". وتابع مهدداً أنه "لن تكون هناك مدن ملاذ ولا بيوت ملاذ. وسنصل إلى أي مكان نضطر إلى الوصول إليه من أجل اجتثاث قتلة الأطفال، فوق وتحت الأرض، وفي غزة والعالم. وسنصل إلى رؤساء الحكم مثلما وصلنا إلى مراكز الحكم". وقال غانتس: "إننا مستمرون بكافة الجهود من أجل إعادة جميع البنات والأبناء (الأسرى في غزة) إلى حدود دولتهم". وفيما يتعلق بالنازحين الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، ادعى غانتس أنه "سمحنا بمساعدات إنسانية لا نوفرها بأنفسنا. وقد دخلت إلى القطاع تحت مراقبتنا بكميات ليست كبيرة. وعندما ننفذ عمليات عسكرية في مناطق مختلفة سنحذر السكان ونحاول نقلهم إلى أماكن سيستهدفون فيها بشكل أقل". وتطرق غانتس إلى اتهامات الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وادعى أن "إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي الأقوى أيضاً في الشرق الأوسط. ومن واجبها أن تدافع عن نفسها، وسنستخدم كافة الأدوات لصالح ذلك". وزعم غانتس "أننا نبذل كل ما يمكن من أجل تقليص استهداف المدنيين. وقد أبعدناهم ونسمح بتزويد مساعدات إنسانية من الجنوب، وأعتقد أننا نفعل ذلك بشكل لائق. وأعتقد أن هذه التصريحات (من جانب إردوغان) ليست في مكانها، وآمل أن نتمكن من ترتيب الوضع في النهاية".
أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين جديدين هما النقيب الاحتياط عمري يوسف دافيد (27 عاماً)، والنقيب يديديا آشر ليف (26 عاماً). ودخل الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، حيث لا يزال أكثر من ألفي شخص عالقين، بعد معارك عنيفة في محيط المنشأة التي تتهم الدولة العبرية حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن وحداته "تنفذ عملية دقيقة ومحدّدة الهدف ضد حماس في منطقة محدّدة في مستشفى الشفاء، وذلك بناء على معلومات استخباراتية وضرورات عملياتية". وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي: "لا يوجد ما يشير إلى وجود الرهائن داخل مستشفى الشفاء وعمليات المسح مستمرة".
أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، المقدم أفيخاي أدرعي، نداءً للسكان الفلسطينيين في شمال قطاع غزة للإخلاء إلى الجنوب ضمن ممر إنساني بين الساعة 10:00 والساعة 16:00. فقال: "لا تخضعوا لإملاءات حماس. لقد مرّ مئات الآلاف من سكان شمال قطاع غزة جنوباً عبر الممر الإنساني في الأيام الأخيرة، سيراً على الأقدام أو في السيارات. من فضلكم، من أجل سلامتكم، انضموا إلى أولئك الذين صنعوا هذا القرار". وأضاف "لقد فقدت حماس السيطرة على المنطقة الشمالية من قطاع غزة وتحاول أن تفعل كل ما في وسعها لمنعكم من التحرك جنوباً وحماية أنفسكم".
لبنان
أعلنت المقاومة الإسلامية - لبنان، في بيانات متتالية عن استهداف: ثكنتي "راميم" (قرية هونين اللبنانية المحتلة) و"ثكنة برانيت" بالأسلحة الصاروخية والصواريخ الموجّهة وتحقيق إصابات مباشرة، وموقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتحقيق إصابات، وموقعي "حدب يارون" و"جل الدير" بالصواريخ الموجّهة وتحقيق إصابات. كذلك استهداف آلية إسرائيلية في مثلث الطيحات بالصواريخ الموجّهة وتحقيق الإصابات، وتجمعاً لقوة مشاة غرب وجنوب بركة ريشا بذات الصواريخ.
أفاد مندوب "الوكالة الوطنية للإعلام" في صور، بتعرض محيط جبل اللبونة وجبل بلاط لقصف مدفعي معاد، كذلك أطراف بلدات شيحين والجبين والبستان. وتعرضت منطقة الضبعة الواقعة بين بلدتي طير حرفا وسمع، لعدد من القذائف المدفعية. كما تجدد القصف المدفعي الإسرائيلي على عدد من المناطق في القطاع الغربي وأبرزها رأس الناقورة، شيحين ،الجبين، وطيرحرفا. وحلّق الطيران الحربي الاستطلاعي المعادي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، وتحديداً منطقة اللبونة، واستهدفت المدفعية نفس المنطقة. وجرى قصف مدفعي معاد مباشر على محيط الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب وبلدة بلاط، ومروحين. وطال القصف المدفعي أطراف بلدة رامية. وتعرضت منطقة برج الملوك غربي الحوش، لقصف مدفعي من عيار 155. بينما في مرجعيون، ذكرت مندوبة الوكالة، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت بلدة الخيام. وجرى قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدة ميس الجبل، وأطراف بلدة عديسة. واستهدفت مدفعية العدو منزلاً في بلدة حولا. وانفجر صاروخ اعتراضي من القبة الحديدية في أجواء سهل مرجعيون. كما استهدفت القذائف المدفعية قرية سردا بالقرب من مركز للجيش. أما في حاصبيا، فأشار المندوب إلى استهداف موقع رويسات العلم في مرتفعات كفرشوبا، وقد قصفت مدفعية العدو المرتفعات إضافة إلى منطقة "الخريبة" بين الخيام وإبل السقي.
الشرق الأوسط
أدان البرلمان العربي، اقتحام الاحتلال الإسرائيلي لمجمّع الشفاء الطبي، وغيره من المستشفيات، والمراكز الصحية في قطاع غزة، واعتبره انتهاكاً صارخاً واستمراراً لاستهزاء الاحتلال بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف التي تنصّ على حماية المدنيين وقت الحرب. وأضاف أن اقتحامات مستشفيات غزة يشكل امتداداً للانتهاكات والجرائم التي ترتكبها القوة القائمة بالاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن الاستهداف المتواصل للمراكز الصحية والطواقم الطبية والإسعافية، إنما يؤدي إلى حرمان المواطن الفلسطيني من أبسط حقوقه الآدمية المتعلقة بحقه في العلاج وتلقي الخدمة الطبية. وحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية وآلاف المرضى والجرحى والنازحين المتواجدين داخل المجمع، مطالباً بتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية لهم، كما طالب الصليب الأحمر بالضغط على القوة القائمة بالاحتلال من خلال تواصله مع كل الأطراف لمنع حدوث كارثة بمجمع الشفاء الطبي في غزة، حتى يتمكن من أداء دوره في القطاع.
أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا ستواصل "عزل إسرائيل دولياً وتوفير كافة أشكال الدعم لفلسطين". جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية في البرلمان بالعاصمة أنقرة، الأربعاء. وأشار أردوغان، أن إسرائيل بمجازرها على هذا النحو ستُسجل نفسها كدولة إرهاب ملعونة في كل مكان حول العالم. وقال: "في خطة مزدوجة سنواصل عزل إسرائيل في الساحة الدولية بينما نوفر كافة أشكال الدعم الإنساني لفلسطين". وأشار إلى أنهم سيواصلون "اتخاذ خطوات لضمان محاكمة القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية بعدما قتلوا بوحشية شعب غزة المظلوم". ولفت إلى أن "إسرائيل تطبق استراتيجية تدمير كامل لمدينة غزة وسكانها". وأضاف "أقولها بصراحة وبقلب مستريح.. إسرائيل دولة إرهاب". وشدد الرئيس التركي أنه سيجري "اتصالات هاتفية مع زعماء البلدان التي امتنعت عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن غزة مؤخرًا والذي صوتت لصالحه 121 دولة". وأكد أنهم (الحكومة التركية) "لن يترددوا أبدًا بسبب انزعاج أحدهم من التصريح بأن أفراد حركة حماس مقاومون يسعون إلى حماية وطنهم وأرواحهم". ووجّه أردوغان كلامه لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلًا: "تمتلك قنبلة ذرية، قنبلة نووية، وتهدد بها. امتلك ما شئت فإنك راحل".
قال الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، يوم الأربعاء، إن سبعة من كوادر المستشفى الميداني الأردني في غزة جرحوا على مدخل قسم الطوارئ في المستشفى، خلال محاولتهم إسعاف مواطنين فلسطينيين كانوا أصيبوا خلال قصف إسرائيلي ونقلوا إليها. وقال الناطق الرسمي، إن إصابات أعضاء الطاقم بين طفيفة ومستقرة، ويقدم زملاؤهم العناية اللازمة لهم ولعدد من الأشقاء الفلسطينيين. وأشار الناطق الرسمي إلى إن القوات المسلحة بدأت تحقيقاً رسمياً للوقوف على تفاصيل ما حدث، وتؤكد مسؤولية إسرائيل في توفير الحماية اللازمة للمستشفى وكوادره. وأضاف الناطق الرسمي، بأنه تنفيذاً لتوجيهات جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة سيستمر المستشفى بأداء واجبه الإنساني تجاه الأشقاء الفلسطينيين.
أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مجمّع الشفاء الطبي ومواصلة محاصرة مستشفيات مدينة غزة، وقطع الكهرباء والوقود والطعام عنها، واستهداف الطواقم الطبية والنازحين والمرضى والجرحى والأطفال الخدّج في الحاضنات، مع وجود عشرات جثث الشهداء داخل المجمع، فضلاً عن استمرار قصف المنازل السكنية والبنية التحتية والمرافق الحيوية، وممارسة العقاب الجماعي وحرب الإبادة التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، الأمر الذي يشكل جريمة حرب في القانون الدولي الإنساني. وجددت المنظمة دعوة جميع الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمّل مسؤولياتها تجاه وقف العدوان الاسرائيلي بشكل فوري وكامل، وضمان فتح ممرات إنسانية لإيصال المساعدات بشكل آمن ومستدام إلى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، إقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام مستشفى الشفاء الطبي في غزة باعتباره انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني وخصوصاً اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لعام 1949، محمّلة إسرائيل مسؤولية سلامة المدنيين والطواقم الطبية العاملة في المستشفى. وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير، سفيان القضاة، إن استمرار الاعتداءات العبثية والحرب المستعرة على غزة وأهلها، واستهداف الأعيان المدنية في القطاع وتواصل التدمير الممنهج للمرافق المدنية التي تقدم خدماتها الأساسية للغزيين وسياسة العقاب الجماعي يمثل إمعاناً مداناً في الإنتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتمثل جرائم حرب. وشدّد القضاة، على أن الأوضاع الخطيرة في غزة تفرض على مجلس الأمن تحمّل مسؤوليته القانونية، وأن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته الأخلاقية والعمل على الضغط على إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، لوقف عدوانها المتواصل وحربها واستهدافها للمدنيين وخصوصاً النساء والأطفال والتي لا يجوز تبريرها تحت أي مبررٍ أو ذريعة.
حذّر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، من سيناريو التهجير القسري الذي لا زالت بعض الدوائر الإسرائيلية تسعى للترويج له عبر منصات إعلامية واتصالاتٍ دولية، مؤكداً أن من يُفكرون في هذا السيناريو لا يدركون حجم الفوضى التي يمكن أن يتسبب فيها في المنطقة، ومشدداً على أن تهجير الفلسطينيين، من الضفة الغربية أو غزة، هو خط أحمر مرفوض عربياً بشكل كامل لأنه يمثل إفراغاً للقضية الفلسطينية من محتواها، وتصفية لها عبر أساليب لن يكون من شأنها إلا زعزعة استقرار المنطقة، فضلاً عن انتهاكه الصارخ للقانون الدولي الإنساني. وطالب أبو الغيط، جميع القوى الدولية بالانتباه للمخاطر الشديدة التي ينطوي عليها مجرد الترويج لمثل هذا الخيار.
وصرّح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة، جمال رشدي، أن كلمات أبو الغيط جاءت خلال استقباله اليوم نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إيرلندا، يهول مارتن، بمقر الأمانة العامة للجامعة.
الولايات المتحدة الأميركية
تظاهر العشرات أمام البيت الأبيض في واشنطن تنديداً باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمّع الشفاء الطبي في غزة، ودعم الولايات المتحدة المطلق لتل أبيب في عدوانها على القطاع. وبثّ صحفي أميركي مقاطع فيديو للمظاهرة أمام البيت الأبيض، حيث ردّد المحتجون هتافات تطالب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالتدخل للضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، ومن تلك الهتافات "بايدن لا يمكنك الاختباء، أنت تشارك في الإبادة الجماعية بغزة".
العالم
قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس غيبرييسوس، إن التقارير حول الاقتحام العسكري لمستشفى الشفاء شمال قطاع غزة تثير القلق العميق. وفي منشور على موقع "أكس"، قال إن المنظمة فقدت الاتصال مرة أخرى بالعاملين الصحيّين في مستشفى الشفاء. وأعرب عن القلق البالغ بشأن سلامتهم وسلامة مرضاهم.
من جهته، أعرب منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، مارتن غريفيثس، عن الفزع بشأن نفس التقارير وأكد ضرورة أن تسمو حماية الأطفال حديثي الولادة والمرضى والطاقم الطبي وجميع المدنيين على جميع الأمور الأخرى. وشدد على أن "المستشفيات ليست ساحات للقتال".
المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أليونا سينينكو، تشير في حديث لقناة "الحرة"، إلى أن ما يجري في مستشفى الشفاء بقطاع غزة "يفطر القلب"، مؤكدة التواصل مع جميع الأطراف لضمان حماية المرضى والطواقم الطبية والمدنيين، المحميين أصلاً بموجب القانون الإنساني الدولي.
صرّح رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، "هناك جرائم حرب تُرتكب في غزة. لقد قدّمنا شكوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية. إن غزة تحولت إلى معسكر اعتقال تجري فيه إبادة جماعية".
صرّح رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بأن حكومته الجديدة ستعمل في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ودعا إسرائيل إلى وضع حدّ لـ"القتل الأعمى للفلسطينيين" في قطاع غزة، في أشد انتقاد يوجّهه للدولة العبرية منذ اندلاع الحرب مع حماس. وفي حين أكد سانشيز وقوفه "الى جانب إسرائيل" في "ردّها على الهجوم [الإرهابي]" الذي نفذته في 7 أكتوبر، وعد بأن تعمل حكومته الجديدة "في أوروبا وفي إسبانيا من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية".
منظمة العفو الدولية تشير فيه بيان إلى أن قطاع غزة المحتل من المرجّح أن يتعرّض لانقطاع وشيك للاتصالات، إذا لم يتم إيصال إمدادات الوقود المناسبة على الفور، الأمر الذي سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي أصلًا.
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يدين بشدة في بيان، اقتحام الجيش الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية كبيرة مجمع الشفاء الطبي في غزة وتحويله إلى ثكنة عسكرية ومركز للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين فضلاً عن الأطقم الطبية. وفي بيان آخر، أشار المرصد، إلى أن قصف إسرائيل مطحنة القمح الوحيدة العاملة في غزة، تصعيد خطير لحرب التجويع.
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيثس، يشدد في بيان على أنه لا يمكن السماح باستمرار القتل والدمار في غزة، ويدعو الأطراف المتحاربة إلى احترام القانون الدولي الإنساني والموافقة على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ووقف القتال.
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، عليا زكي، تشير في حوار مع "أخبار الأمم المتحدة"، إلى أن جميع سكان غزة بحاجة إلى المساعدة الإنسانية، وتحذر من خطر ظهور الأمراض وانتشارها في القطاع في ظل عدم قدرة الناس على الحصول على الطعام المغذي والمياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.