Aqsa Files
شرعت الجمعيات الاستيطانية، وبتفويض من الحكومة الإسرائيلية، في تنفيذ المشاريع الاستيطانية على تخوم المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، حيث ظهرت مخططات لإقامة حدائق ومتاحف وكنس ومراكز دينية وحفريات سرية لإتمام شبكة الأنفاق الممتدة تحت الأقصى والبلدة القديمة، بالإضافة إلى التمهيد لهدم تل باب المغاربة ضمن ما يسمى مخطط استحداث ساحة البراق.
وتنفذ جمعية إلعاد الاستيطانية وشركة صندوق حفظ إرث المبكى التابعة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بالتنسيق مع سلطة الآثار الإسرائيلية، مشاريع المراكز التهويدية الهادفة إلى فرض الأمر الواقع وطمس التاريخ العربي والحضارة الإسلامية من مشارف الأقصى. وذلك كمقدمة لمخطط إقامة سبعة أبنية تعرف بـ"مرافق الهيكل" تمهيداً لبناء الهيكل.
وسيُبنى في الجهة الجنوبية للأقصى فوق القصور الأموية مشروع تهويدي أُطلق عليه اسم "مركز ديفدسون"، وسيشمل حديقة توراتية ومطاهر لليهود تابعة للهيكل ومبنى مؤلفاً من ثلاث طبقات تحت الأرض ترتبط بشبكة الأنفاق الممتدة أسفل الأقصى والبلدة القديمة. وامتداداً لهذه المشاريع، تشهد ساحة البراق وتل باب المغاربة أعمالاً تطويرية متواصلة لمشاريع بنى تحتية وحفريات سرية لإقامة مبنى مؤلف من سبع طبقات بمساحة ثلاثة آلاف متر مربع أُطلق عليه اسم "مركز كيدم".
قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب إن تصريحات المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية يهودا فاينشتاين، التي اعتبر فيها أن المسجد الأقصى جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل وينطبق عليه القانون الإسرائيلي، تؤكد أن أذرع المؤسسة الإسرائيلية التشريعية والتنفيذية والقضائية، "ترمي عن طرف واحد، ويحركها الدافع التهويدي نفسه للقدس."
وأضاف الشيخ الخطيب أن هذا الإعلان من جانب المستشار القضائي الإسرائيلي محاولة لتأكيد ما سبق أن أعلنته بلدية القدس أن ساحات المسجد الأقصى هي ساحات عامة وليست مقدسة، كما أنها ليست جزءاً من الـ 144 دونماً التي تشكل مساحة الحرم القدسي.
كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، اليوم الخميس، في تقرير لها موثق بالصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو، أن الاحتلال الإسرائيلي يستكمل هدم طريق باب المغاربة الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى، وأن الحفريات لم تعد تنفَّذ في السر، بل تحولت إلى حفريات علنية في وضح النهار. وأكدت المؤسسة أنها رصدت عمليات هدم الطريق بالمعاول والفؤوس والمماسك الحديدية والأيدي، إذ تناوب عشرات الحفارين على هدم الحجارة والأتربة وتفكيك الطريق إلى أجزاء، ثم نقلوا هذه الأتربة والصخور بالدلاء البلاستيكية لوضعها في أكياس، مرجحة أن الاحتلال يقوم بتحميلها ليلاً ونقلها بواسطة شاحنات إلى جهة مجهولة. كذلك ذكرت المؤسسة أن الاحتلال يعيد تأهيل وصيانة التفريغات والتجويفات في باطن طريق باب المغاربة، وهو ما يرجَّح أن يكون بقايا مسجد الأفضل، وبحسب معلومات وخرائط كانت حصلت عليها المؤسسة، فإن الاحتلال يخطط لتحويل هذه الفراغات والتجويفات، أو ما يمكن أن يبقى من طريق باب المغاربة، إلى كنيس لليهوديات.
أدى الآلاف من الإسرائيليين بعض الطقوس التلمودية، السبت ليلاً، في ساحة البراق، بمناسبة ليلة التاسع من آب/أغسطس، ذكرى خراب الهيكل. وفي المناسبة عينها، نظمت منظمة نسائية تطلق على نفسها "نساء بالأخضر" مسيرة شارك فيها مئات المستوطنين وعدد من أعضاء الكنيست، بينهم زئيف ألكاين من حزب الليكود والمسؤول عن الائتلاف الحكومي. وانطلقت المسيرة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال من غربي القدس بمحاذاة أبواب البلدة القديمة في القدس، وخصوصاً باب العامود وباب الساهرة وباب الأسباط، وانتهت عند باب المغاربة الخارجي، وقد وقعت اشتباكات محدودة بين قوات الاحتلال وشباب مقدسيين لدى مرور هذه المسيرة عند باب العامود.
كشف نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني الشيخ كمال الخطيب، أن بلدية القدس أصدرت قراراً بتحويل ساحات المسجد الأقصى إلى ساحات عامة بغرض إلغاء تبعيتها للمسجد وفتح المجال أمام اليهود لدخولها في أي وقت.
وحذر الخطيب من أن جماعات إسرائيلية متطرفة ستقتحم باحات المسجد الأقصى قريباً تزامناً مع ذكرى خراب الهيكل المزعوم، مضيفاً أن هناك جماعات إسرائيلية متطرفة دعت إلى مسيرات ضخمة لاجتياح المسجد الأقصى وأداء الصلاة اليهودية فيه.
وزارة الاوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تصدر بياناً تصف فيه القرار الإسرائيلي بتحويل باحات وساحات المسجد الأقصى الى ساحات عامة بأنه تعد سافر على أحد أقدس المقدسات الإسلامية.