نتائج البحث في يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
فيما كان مقرراً أن يزور وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك جامعة تل – أبيب لحضور لقاء طلابي في إطار اللقاءات السياسية الأسبوعية التي ينظمها اتحاد الطلبة في الجامعة، ظهرت شعارات على جدران مبنى كلية الحقوق تنعت براك بالقاتل. وعلى الفور ألغى براك زيارته للجامعة لدواع أمنية. وبينما أدان رئيس اتحاد الطلبة في الجامعة هذا التصرف، أشار إلى أن حالة من التوتر سادت الجامعة خلال النشاطات الأسبوعية السياسية بسبب وجود ممثلين عن مختلف الأحزاب السياسية داخل الجامعة.
ذكرت مصادر الجيش الإسرائيلي أن قواته بدأت مساء انسحاباً تدريجياً من قطاع غزة بعد نهاية ثلاثة أسابيع من العملية العسكرية على حركة حماس. ولم تكشف مصادر الجيش عن عدد القوات المنسحبة لكن القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي أظهرت عدداً من الدبابات المغادرة وعدداً من جنود المشاة المبتسمين يتجهون نحو الحدود، بينما بقيت قوات أخرى في المناطق الرئيسية من قطاع غزة. ورفض مسؤول عسكري الكشف عن المدة التي تستغرقها عملية الانسحاب مؤكداً أن الانسحاب التدريجي قد بدأ. أما الناطق باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية فرفض بدوره تحديد جدول زمني للانسحاب قبل التأكد من صمود وقف إطلاق النار، رافضاً دعوة الأمم المتحدة لتحديد جدول لذلك.
في مستهل جلسة مجلس الوزراء، أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، بتصريح قال فيه إن قوات الجيش الإسرائيلي توقفت عن إطلاق النار عند الساعة الثانية فجراً بموجب التعليمات الصادرة عن الجهات السياسية، وبعد التوصل إلى نتيجة مفادها أن أهداف العملية المحددة قد تحققت، فقد تهيأت الظروف العسكرية والسياسية لإحداث تغيير أساسي في أوضاع سكان الجنوب. وأوضح أولمرت أن هذا القرار يمنح إسرائيل حرية الرد وإطلاق النار في حال واصلت التنظيمات الإرهابية، بحسب تعبيره، هجماتها. وقال إن هذه التنظيمات واصلت اليوم إطلاق النار وهذا يثبت ما تم التحذير منه، أي أن وقف إطلاق النار ما زال هشاً ويجب النظر فيه لحظة بلحظة وساعة بساعة.
هاجم رئيس حزب إسرائيل بيتنا المتشدد أفيغدور ليبرمان قرار الحكومة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار من جانب واحد واصفاً القرار بأنه خاطئ. وقال ليبرمان إن عملية الجيش الإسرائيلي لم تغير شيئاً، وحماس تتجه للحصول على ما تريد بما في ذلك إعادة فتح المعابر. وأضاف ليبرمان، أن غزة لا تزال حماستان وتتصرف على أنها قاعدة إيرانية. ورأى ليبرمان أن العملية كانت مؤثرة جداً على المستوى العسكري لكنها لم تترجم إلى إنجازات سياسية. واتهم السياسيين بأنهم أفشلوا الهجوم لأنهم لم يسمحوا للجيش بالسيطرة على محور فيلادلفي واحتلال معبر رفح. لهذا برأي ليبرمان، هناك حاجة ملحة لتغيير القيادة السياسية في إسرائيل.
بعد دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد، يومه الأول، خرج المواطنون في القطاع لتفقد الأهل والممتلكات. وبدأ حجم الدمار الهائل يتضح أكثر بعدما تمكن الصحافيون والمسعفون من الوصول إلى المناطق التي تعرضت للقصف. وأفادت المصادر الطبية بأنه تم العثور على 95 جثة لشهداء في منطقتي العطاطرة وجبل الكاشف وحي الزيتون قضوا خلال العدوان على غزة ولم تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليهم، وبين هؤلاء أطفال ونساء. وذكر الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطورائ في وزارة الصحة أن بعض هذه الجثث تعود لعائلات بأكملها تركت لعدة أيام تحت أنقاض منازلها. وبهذا يصل عدد الشهداء إلى 1300 والجرحى إلى أكثر من 5450. ووصف رئيس البعثة الطبية الجزائرية الدكتور محمد خويدجة الإصابات التي شاهدها بالعميقة والرهيبة، وأضاف أن إسرائيل تستخدم أسلحة فتاكة ومحرمة دولياً، مشيراً إلى بعض الحروق التي وصلت إلى العظام، وأن بعض جثامين الشهداء وصلت متحللة جراء إصابتها بالفوسفور الأبيض.
على الرغم من الإعلان الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار، إلا أن عمليات القصف وإطلاق النار تواصلت على بعض المواقع في قطاع غزة. فقد استشهد مزارع بعد إصابته بأعيرة نارية عندما كان يتفقد أرضه الزراعية وأصيب والده بجروح. كما أصيبت مواطنة وطفلتها في بيت حانون جراء إصابتها بنيران إسرائيلية. وأفيد عن تعرض مجموعة من المواطنين لقصف من الطائرات في منطقة رفح، كما أطلقت القنابل الفوسفورية على حي التفاح، مع استمرار تحليق الطائرات الإسرائيلية في سماء القطاع. واعتبرت الفصائل الفلسطينية أن هذه الأعمال هي خرق لوقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل من جانب واحد.
تعرض عدد من منازل المواطنين في مدينة الخليل لهجوم من قبل مستوطنين إسرائيليين. وذكرت مصادر فلسطينية أن مجموعة من المستوطنين هاجمت منازل لمواطنين بين مستوطنتي خارصينا وكريات أربع مستخدمين الحجارة والزجاجات. وهاجمت مجموعة أخرى من المستوطنين منازل المواطنين في منطقة عين بني سليم ما أدى إلى إحداث أضرار جسيمة بالمنازل.
أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بياناً أعلنت فيه موافقتها على وقف إطلاق النار الذي أعلنته إسرائيل بالأمس، لكنها أمهلت إسرائيل أسبوعاً واحداً كي تسحب قواتها من المناطق التي احتلتها في قطاع غزة، وطالبت بفتح جميع المعابر والممرات لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والاحتياجات اللازمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. كما أبدت الفصائل استعدادها للتجاوب مع الجهود المبذولة خاصة المصرية والتركية والسورية والقطرية للتوصل إلى اتفاق يلبي المطالب الفلسطينية المعروفة وهي رفع الحصار بشكل نهائي وفتح جميع المعابر بما فيها معبر رفح والتأكيد على القرارات الصادرة عن قمة غزة في الدوحة. ولاحقاً أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رفضها قرار وقف إطلاق النار معتبرة أن العدوان الإسرائيلي على غزة ما زال مستمراً.
على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لا تزال القوات الإسرائيلية تمارس حرباً نفسية على أهالي غزة. ويتحدث المواطنون في قطاع غزة عن اتصالات هاتفية ترد بين الفينة والأخرى على شكل رسائل مسجلة من قبل الجيش الإسرائيلي تتضمن تحذيراً من استمرار المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وتقول الرسائل بأن الجيش الإسرائيلي لم يستخدم كل قوته في محاربة المقاومين.
في اليوم الثاني والعشرين للعدوان الإسرائيلي على غزة واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف المدارس والمساجد والمباني السكنية موقعة المزيد من الضحايا. فصباحاً استهدفت مدرسة تابعة لوكالة الأونروا في بيت لاهيا بعدد من الصواريخ ما أدى إلى استشهاد سيدة وطفلها وإصابة عدد آخر من المواطنين الذين لجأوا إلى المبنى. وذكر المسعفون أن الشهداء الذين تمكنوا من العثور عليهم كانت ملامحهم مشوهة وجثثهم مغطاة بمادة بيضاء. وفي آخر إحصاء لعدد الضحايا، قال الدكتور معاوية حسنين المدير العام للإسعاف والطوارئ إن عدد الشهداء وصل إلى 1205 بينهم 410 من الأطفال و108 سيدات و113 من المسنين، بينما بلغ عدد الجرحى 5300.
ضمن الفعاليات التي يتم تنظيمها في الضفة الغربية تضامناً مع أهالي غزة، انطلقت في خيمة "أم كامل" بحي الشيخ جراح وسط مدينة القدس حملة تضامنية مع قطاع غزة تحت شعار "من القدس إلى غزة سلام". ورفعت الأعلام السوداء على الخيمة وفتحت الخيمة للعزاء بالشهداء، حيث شاركت وفود تمثل المؤسسات والقوى المقدسية ومن داخل أراضي 1948 في التعبير عن استنكارهم للعدوان الإسرائيلي. وحضر وفود من الجولان السوري المحتل للمشاركة في الفعاليات التي تنظم في الخيمة وللتعبير عن التضامن مع أهالي غزة.
عقدت مجموعة من الشخصيات الوطنية الفلسطينية مؤتمراً صحافياً في مركز وطن للإعلام في مدينة رام الله حيث تم الكشف عن عريضة وقعتها هذه الشخصيات تطالب بالوقوف إلى جانب المقاومة الشعبية في قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي. وتضمنت العريضة إدانة لكل أشكال التواطؤ والصمت على الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، ورفض المحاولات المتكررة لتحميل الضحية مسؤولية جرائم المعتدي والتأكيد على مواصلة الكفاح الوطني والمقاومة الشعبية حتى إنهاء الاحتلال. ورفضت العريضة ما قامت به الأجهزة الأمنية من قمع للتظاهرات الشعبية في مدن الضفة الغربية بما في ذلك اعتدائها على طلبة الجامعات والتظاهرات في مدن الضفة. كما طالبت العريضة بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتوثيق جرائم الاحتلال في حق أهالي غزة. ورأى النائب الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن هذه العريضة هي رؤية مشتركة للتأكيد على حق الفلسطينيين في الكفاح ضد المحتل وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وحماية الحريات العامة، داعياً إلى تشكيل قيادة موحدة للشعب الفلسطيني على أساس استراتيجية الكفاح الوطني.
في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتواصل عمليات الرد من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. فقد أعلنت الفصائل الفلسطينية عن تصديها لمحاولات إسرائيلية متكررة لاقتحام أماكن متفرقة في القطاع، وتحدثت هذه الفصائل عن اشتباكات بالسلاح المتوسط مع القوات الإسرائيلية خاصة شمال غرب بيت لاهيا. ومن جهتها أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف آلية إسرائيلية غرب بيت لاهيا بقذيفة آر بي جي، وعن تفجير عبوة أرضية ناسفة في دبابة إسرائيلية في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، وقصف تجمع للجنود بعدة قذائف هاون. وأعلنت ألوية الناصر صلاح الدين عن قصف موقع كرم أبو سالم العسكري الإسرائيلي بخمسة قذائف هاون وقصف مدينة عسقلان بصاروخ غراد.
أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية قد صوت لصالح وقف لإطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة، على أن يبدأ سريانه في الساعة الثانية فجراً. وجاء التصويت بعد جلسة مطولة للمجلس الوزاري المصغر، وقد صوّت وزيران ضد القرار فيما امتنع آخر عن التصويت. وقال أولمرت بعد إعلانه القرار، إنه في حال توقفت حماس عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، فإن إسرائيل ستدرس إمكانية سحب جيشها من قطاع غزة، أما في حال عدم التزام حماس بذلك، فإن إسرائيل ستواصل عملياتها في غزة لحماية مواطنيها.
في أعقاب الإعلان عن وقف أحادي الجانب لوقف إطلاق النار، قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك إن الجيش الإسرائيلي سيواصل انتشاره في قطاع غزة. وأبلغ براك المراسلين الصحافيين أن الجيش الإسرائيلي أوقف إطلاق النار لكن قواته ستبقى في القطاع. وأضاف أن الجيش قد حقق أهدافه العسكرية، لكن حماس قد تطلق النار على الجيش وعلى المناطق الإسرائيلية، لذلك فإن الجيش سيبقى في غزة وسوف يكون مستعداً لمواصلة العملية وتوسيعها إذا دعت الحاجة لذلك، كما أن على المواطنين الإسرائيليين أن يكونوا مستعدين أيضاَ. ووصف براك الحرب على غزة بأنها حرب عادلة، فالجيش يذهب إلى الحرب عندما لا يكون هناك خيار آخر، ويضع لها أهدافاً واقعية ويستخدم لذلك القوة المطلوبة.
شكر رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني على جهودها الدبلوماسية خلال العملية العسكرية في قطاع غزة، كما شكر وزير الدفاع إيهود براك على "حرفيته" العسكرية. ولم ينس أن يوجه شكره إلى الجيش الإسرائيلي وقادته ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي ورؤساء أجهزة الشين بيت والموساد وقوات الشرطة. وأشار أولمرت إلى أنه تلقى رسائل من رئيس الحكومة البريطانية والرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة الإيطالية والمستشارة الألمانية يعرضون فيها مساعدتهم لوقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة.
مزيد من صواريخ المقاومة تطلق على المناطق الإسرائيلية. فقد أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن إطلاق ثلاثة صورايخ من طراز "قدس" على مدينة عسقلان، إضافة إلى استهداف قوة إسرائيلية خاصة بنيران مباشرة في منطقة العمور شرق خان يونس. كما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ من نوع مطور على مدينة عسقلان، وتفجير عبوة شديدة الانفجار في ناقلة جند واستهداف دبابة بثلاثة قذائف من نوع أر بي جي.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن الحكومة الإسرائيلية ستعقد اجتماعاً مساء غد السبت للتصويت على قرار وقف إطلاق النار من جانب واحد في قطاع غزة. وفي حال تمت الموافقة على القرار فإن ذلك يعني أن إسرائيل قررت وقف العملية المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع من جانب واحد من دون الاتفاق مع حركة حماس، وبالاعتماد على دعم الولايات المتحدة الأميركية ومصر في منع تهريب الأسلحة إلى غزة. يذكر أن إسرائيل والولايات المتحدة وقعتا اليوم اتفاقية لمنع تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وتنص الاتفاقية على اتخاذ إجراءات لمحاربة عمليات تهريب الأسلحة من إيران إلى غزة عن طريق مراقبة المناطق التي يتم عبرها وصول السلاح إلى غزة، بما فيها تسيير دوريات في الخليج العربي والسودان والدول المجاورة.
نظم آلاف الفلسطينيين من أراضي 1948 تظاهرة ضد العملية العسكرية في قطاع غزة. وانطلقت التظاهرة من عرارة إحدى مدن النقب. وتحدث النائب العربي في الكنيست طلب الصانع خلال التظاهرة واصفاً ما يجري في غزة بأنه أسوأ من مجازر صبرا وشاتيلا وطالب بإنشاء لجنة للتحقيق في جرائم الحرب. وأضاف أن هذه الحرب بالنسبة للشعب الفلسطيني هي محطة في طريق الاستقلال، بينما هي بالنسبة للقادة الإسرائيليين محطة لحجز مقعد الاتهام في المحكمة الدولية لجرائم الحرب.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن أكثر من 15 صاروخاً سقط على مناطق إسرائيلية من قطاع غزة، ما أدى إلى إصابة خمسة إسرائيليين بجروح. ومن بين المصابين امرأة حامل أصيب منزلها إصابة مباشرة جراء سقوط صاروخ عليه في منطقة أشكلون. بينما سقطت عدة صواريخ من نوع غراد على مناطق أشدود وكريات غاد وأشكول حيث أفيد عن سقوط صاروخ على إحدى المنشآت الزراعية بعد دقائق فقط من مغادرة العمال للمبنى ما أدى إلى إصابة المبنى بأضرار مادية جسيمة. كما أفيد عن سقوط صواريخ في بئر السبع أدت إلى إصابة عدد من السكان.
في اليوم الثاني والعشرين على عدوان إسرائيل تواصلت عمليات القصف ومحاولات التوغل وفي المقابل تواصل سقوط الشهداء والجرحى. وقد انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي تل الهوى والرمال ما سمح للطواقم الطبية بالدخول إلى المنطقة حيث تم العثور على جثامين 23 شهيداً هناك. وقد تدفق مئات المواطنين إلى الأحياء التي انسحبت منها قوات الاحتلال لتفقد المنازل والأملاك على الرغم من أن قوات الاحتلال أطلقت عدداً من القذائف تجاه تلك المناطق. وبحسب آخر إحصاء لعدد الضحايا، ذكر الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة أن عدد الشهداء وصل إلى 1157 والجرحى إلى أكثر من 5250.
مجازر جديدة ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة. ففي حي الشجاعية قصفت دبابات الاحتلال بيت عزاء أحد الشهداء ما أدى إلى استشهاد عشرة مواطنين وإصابة العشرات بجراح. وفي جباليا قصف منزل مواطن من عائلة أبو العيش ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين بينهم أربع نساء من عائلة واحدة وإصابة آخرين بجروح. وفي مخيم البريج وسط القطاع، قصفت طائرات أف 16 منزلاً لأحد المواطنين ما أدى إلى استشهاد أم وأطفالها الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين العامين والخمسة عشر عاماً.
أعلنت سلطات الاحتلال إغلاقاً على مناطق الضفة الغربية وعلى رأسها مدينة القدس، حيث فرضت قيوداً مشددة على دخول المواطنين إلى المسجد الأقصى من مدينة القدس ومن أراضي 1948، فمنعت من تقل أعمارهم عن الخامسة والأربعين عاماً من التوجه إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة فيه. ونشرت سلطات الاحتلال آلاف العناصر من الشرطة وحرس الحدود والوحدات الخاصة في شوارع القدس وطرقاتها الرئيسية وعلى بوابات المسجد الأقصى ومحيطه. وعلى الرغم من هذه الإجراءات المشددة، سارت تظاهرة نسوية بعد انتهاء صلاة الجمعة من المسجد الأقصى، وانطلقت هتافات وشعارات منددة بالعدوان الإسرائيلي والمجازر التي ترتكب في قطاع غزة. وحاولت قوات الشرطة الإسرائيلية المنتشرة داخل باحات المسجد الأقصى منع المسيرة إلا أن النسوة تمكن من مواصلة مسيرتهن والخروج إلى شوارع القدس القديمة. وعند محاولة جنود الاحتلال التصدي للتظاهرة اندلعت مواجهات ما أدى إلى إصابة خمس نساء تم نقلهن إلى المستشفى للعلاج.
يوم جمعة حافل بالتظاهرات والاحتجاجات في مناطق الضفة الغربية. ففي مناطق بير نبالا والجديرة والجيب شمال غربي مدينة القدس نظمت حركة فتح مسيرة سلمية لنصرة غزة، لكن قوات الاحتلال أطلقت النار باتجاه المتظاهرين ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم. وفي قرية نعلين أصيب 11 مواطناً بحالات الاختناق الشديد بعد أن أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية والغازية باتجاه المتظاهرين المشاركين في المسيرة الأسبوعية ضد الجدار العازل وتضامناً مع أهل غزة. وفي قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، اندلعت مواجهات بين المواطنين وجنود الاحتلال خلال مسيرة انطلقت في القرية عقب صلاة الجمعة، ما أدى إلى إصابة مواطن برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط في عينه. وعلى حاجز قلنديا قرب القدس، أصيب عدد من المواطنين بجروح وحالات اختناق بعد اندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال. وفي بيت لحم أصيبت امرأتان من قرية المعصرة بعد اعتداء قوات الاحتلال على مسيرة تضامنية مع غزة. أما في بلدة جيوس في محافظة قلقيلية فسجل إصابة العشرات من المواطنين بينهم طفلان بحالات اختناق بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع باتجاه المواطنين المشاركين في المسيرة الأسبوعية. وفي الخليل استشهد فتى وأصيب 15 آخرون بجروح بعد المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال خلال مسيرة تضامنية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
أظهر التقرير الذي أصدره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة حجم الدمار والأضرار التي لحقت بمقر الأمم المتحدة والمستشفيات والمباني، إضافة إلى معاناة المدنيين في القطاع. وبحسب التقرير فإن القصف العنيف استهدف المقر الرئيسي للأونروا في غزة وثلاث مستشفيات. وكان نحو 700 من المواطنين الفلسطينيين يتواجدون في مبنى الأونروا ساعة قصفه وقد تم إجلاؤهم لاحقاً، كما طال القصف مستشفى الوفاء شرق غزة ومستشفى الفتاة إلى الغرب من المدينة ومستشفى القدس. كما أدت عمليات القصف إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان بحثاً عن مكان آمن. وحتى مساء اليوم نزح أكثر من 500 شخص من منطقة تل الهوى إلى مستشفى القدس وتم لاحقاً إجلاؤهم إلى أحد ملاجئ الأونروا بعد تعرض المستشفى للقصف واندلاع حريق فيه.
في لقاء مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، طالبت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني المنظمة الدولية بالضغط على حركة حماس للسماح للمنظمة بزيارة الجندي المختطف غلعاد شاليط والتأكد من سلامته. وقالت ليفني إن إطلاق شاليط هو على رأس قائمة الأولويات اليومية بالنسبة لإسرائيل. وفي وقت لاحق عقدت ليفني محادثات مع الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة بان كي – مون في تل – أبيب.
كشفت مصادر إسرائيلية أن وزارة الخارجية أنشأت فريق عمل للتحضير لما بعد العملية العسكرية في قطاع غزة. وستتركز مهمة الفريق على تقديم توصيات بشأن قضيتين رئيسيتين تقلقان الجيش الإسرائيلي هما تولي حماس وإيران مهمة إعادة إعمار غزة بعد الحرب، والأذى الذي ألحقته العملية بصورة إسرائيل خارجياً. وتأمل وزارة الخارجية أن تتجنب وضعاً مشابهاً لما حدث في لبنان بعد حرب تموز/يوليو 2006 عندما قدمت إيران ملايين الدولارات إلى حزب الله لتسليمها للعائلات التي تم تدمير منازلها. في حالة غزة، تسعى وزارة الخارجية الإسرائيلية للسماح للسلطة الفلسطينية والهيئات العربية والدولية أن تتولى جهود إعادة البناء في غزة بدلاً من إيران وحماس. أما مهمة الفريق الثانية فستكون إصلاح الأذى الذي لحق بصورة إسرائيل في الخارج بسبب العملية العسكرية على قطاع غزة، خاصة وأن إسرائيل تلقت صفعة قوية لصورتها في الغرب على خلفية الإصابات الكبيرة في صفوف المدنيين في قطاع غزة. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنه بعد توقف القتال والسماح للصحافيين الأجانب بدخول القطاع ستزداد المشاعر السلبية تجاه إسرائيل بعد أن تتضح حقيقة الدمار في غزة.
استناداً إلى مصادر دبلوماسية مصرية فإن إسرائيل تميل إلى قبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. واليوم عاد عاموس جلعاد، رئيس المكتب الأمني التابع لوزارة الدفاع من زيارة للقاهرة حيث التقى مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان. وبحسب المصادر الدبلوماسية المصرية فإن إسرائيل أعطت الضوء الأخضر لوقف إطلاق النار بحسب المبادرة المصرية. ومن المقرر أن يقدم جلعاد تقريراً موجزاً عن زيارته لرئيس الحكومة ووزير الدفاع ووزيرة الخارجية. وفي ضوء ذلك فإما أن يتم اتخاذ قرار بالموافقة على المبادرة المصرية ثم الانسحاب من قطاع غزة، وإما استئناف العملية العسكرية. ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، يوم غد الجمعة لمناقشة القرار.
اليوم العشرون للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. يوم وصف بأنه أعنف أيام الحرب على غزة. وكان البارز في عمليات القصف استهداف مقر الأونروا الرئيسي في منطقة تل الهوى غرب غزة بقذائف المدفعية الإسرائيلية ما أدى إلى إصابة ثلاثة موظفين بجروح، كما أدى إلى اندلاع حريق كبير في المقر. وبحسب الناطق باسم الأونروا فإن مخازن الوكالة كانت تحتوي على كميات من الدقيق والمواد الكيماوية والطبية. وقد أعلنت الأونروا تعليق أعمالها في غزة بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدفها. أما عدد الضحايا، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 1095 وتجاوز عدد الجرحى 5027.
نعت حركة حماس سعيد صيام أحد قيادييها ووزير الداخلية في حكومة غزة. وذكرت مصادر حركة حماس، أن صيام استشهد عندما استهدفت طائرات أف 16 الإسرائيلية منزل شقيقه في حي الشيخ رضوان حيث كان صيام يتواجد، ما أدى إلى استشهاده مع ابنه وشقيقه وزوجة شقيقه ونجلهما وأحد مساعديه إضافة إلى أربعة مواطنين في منازل مجاورة بينهم ثلاثة أطفال. وقد قصفت الطائرات المنزل بصاروخين من العيار الثقيل في منطقة مكتظة بالسكان ما أدى إلى تدمير العديد من المنازل في المنطقة.
قوات الاحتلال تستهدف الجسم الصحافي والمستشفيات. فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية مبنى برج الشروق في وسط مدينة غزة وهو يضم عدداً من وكالات الأنباء والمحطات الفضائية العربية والأجنبية ما أدى إلى إصابة اثنين من الصحافيين العاملين في فضائية أبو ظبي بجروح وتم نقلهما إلى مستشفى الشفاء للعلاج. كما قصفت قوات الاحتلال مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في منطقة تل الهوى وسط مدينة غزة ما أدى إلى اشتعال النيران في أقسام المستشفى. وذكرت المصادر أن 500 مريض وجريح ومسعف يتواجدون داخل المستشفى ولم يعرف مصيرهم لصعوبة الوصول إلى المنطقة. وحذر مسؤولون في الهلال الأحمر من مخاطر النيران المندلعة في المستشفى خاصة وأن المبنى يحتوي على مخازن للوقود.
مع تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استمر تساقط الصواريخ على المناطق الجنوبية من إسرائيل. وبحسب المصادر الفلسطينية في غزة، تمكنت المقاومة الفلسطينية من إطلاق أكثر من عشرين صاروخاً على المستوطنات الإسرائيلية وفي مناطق تبعد أكثر من أربعين كيلومتراً عن غزة. وسقطت الصواريخ من نوع هاون وغراد في مناطق غديرا وكريات ملاخي وأوفكيم وأشكول وسديروت حيث أصاب أحد الصواريخ منزلاً بصورة مباشرة ما أدى إلى وقوع عدد من الجرحى إضافة إلى إصابات بحالات الهلع.
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات دهم وتفتيش واسعة في مدينة الخليل وفي بلدة بيت عوا. وقد داهم الجنود الإسرائيليون منازل المواطنين وأجرت عمليات تفتيش فيها واعتقلت أربعة مواطنين. وفي جنين اعتقلت قوات الاحتلال اثنين من الشبان من بلدة برقين ومخيم جنين، بعد أن اقتحمت مدينة جنين وبلدة قباطية وسيرت دورياتها في الشوارع مطلقة الأعيرة النارية والقنابل الصوتية. وأشار نادي الأسير إلى أن عمليات الاعتقال التي نفذت اليوم ترفع عدد المعتقلين من قبل قوات الاحتلال منذ بداية الشهر الجاري إلى قرابة 60 مواطناً.
اليوم التاسع عشر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. بلغ عدد الشهداء 32 شهيداً بينهم جثامين عثر عليها تحت الأنقاض، حيث تمكنت طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من انتشالهم من منطقة حي الزيتون. وفي آخر محصلة مساء اليوم، وصل عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 1015 والجرحى إلى أكثر من 4700، منهم 315 طفلاً، و100 امرأة و98 مسناً. أما الجرحى فنصفهم من النساء والأطفال وبينهم 600 في حالة الخطر الشديد. واليوم شملت عمليات القصف الإسرائيلي هدفاً جديداً، هو المقابر. فقد أغارت طائرات أف 16 على مقبرة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير مئات القبور وتناثر رفات الموتى.
في إطار الجهود الطبية التي تبذل للمساعدة في المجهود الطبي في قطاع غزة، تمكن 14 طبيباً سودانياً من الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح. من جهة ثانية، ناشد عدد من الأطباء والممرضين في جنين، المؤسسات الحقوقية والإنسانية التدخل لتمكينهم من الوصول إلى قطاع غزة للمشاركة في عملية إسعاف المصابين وإجراء العمليات الجراحية لهم.
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لها عن عملية جديدة نفذت ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في غزة. وبحسب البيان فإن مجاهدي القسام اقتحموا منزلاً يتحصن فيه جنود الاحتلال في منطقة التوام شمال غرب مدينة غزة. وأطلقت القوة المهاجمة أكثر من 10 قذائف من نوع أر بي جي على المنزل قبل أن تشتبك وجهاً لوجه مع قوات الاحتلال ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود. وأعلنت كتائب القسام استشهاد أحد عناصرها، بينما تمكن باقي أفراد المجموعة من الانسحاب، وقد تم تصوير العملية ليتم إرسالها إلى وسائل الإعلام.
شرح مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الزراعة في حكومة غزة، فايز الشيخ، حجم خسائر القطاع الزراعي في القطاع نتيجة للعدوان الإسرائيلي. وتشير التقديرات الأولية أن خسائر القطاع الزراعي بلغت 9 مليون دولار، بينما توقف الري عن 80% من مجموع الأراضي المزروعة بالخضار والفواكه والتي تبلغ مساحتها 180 ألف دونم. كما أن توغل القوات الإسرائيلية ومواصلة عمليات التجريف للأراضي حوّل مناطق زراعية واسعة بأكملها إلى أراض جرداء بفعل التخريب والتدمير الذي طالها. وأضاف الشيخ، أن 8000 بئر زراعية تعمل على الكهرباء والوقود توقفت عن العمل نتيجة العدوان، إضافة إلى أن قوات الاحتلال دمرت نحو ألف منشأة زراعية من ضمنها مزارع حيوانية ومزارع دواجن وتفريخ، يضاف إليها خسائر قطاع الصيد البحري، خاصة وأن الزوارق الحربية الإسرائيلية تستهدف باستمرار مرفأ الصيادين الرئيسي في ميناء غزة ومرافئ الصيادين الأخرى.
لليوم الثاني على التوالي تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي منعاً للتجول على قرية حوارة جنوب مدينة نابلس. وقال رئيس بلدية نابلس، أنه نتيجة لفرض هذا النظام، اضطر 260 محلاً تجارياً إلى إغلاق محلاتهم، كما أغلقت المدارس والمؤسسات الحكومية الأخرى. وناشد رئيس البلدية المؤسسات الدولية والإنسانية والسلطة الفلسطينية التدخل لوقف سياسة العقاب الجماعي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أهالي حوارة. يذكر أن قوات الاحتلال فرضت منع التجول في القرية بناء على ادعاءات إسرائيلية بتعرض سيارات المستوطنين للرشق بالحجارة على الطريق الرئيسي للقرية.
خلال لقاء جمع بين رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي وقادة الأجهزة الأمنية، رأى مسؤولون عسكريون أن إسرائيل قد أنجزت خلال الأيام الماضية كل ما يمكن فعله في غزة. وأعرب كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية عن اعتقادهم بأن إسرائيل يجب أن تسعى لوقف إطلاق نار فوري مع حماس وعدم توسيع الهجوم ضدها. وتحفظ هؤلاء على البدء بتنفيذ المرحلة الثالثة من عملية الرصاص السكوب مفضلين أن تبقى مجرد تهديد في هذه المرحلة. وأضاف المسؤولون العسكريون أن على إسرائيل أن توقف هجومها قبل أيام من تسلّم الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما مهمات منصبه. ومن الملاحظ أن هناك تراجعاً ملحوظاً داخل المؤسسة العسكرية في حجم الدعم لتوسيع العملية العسكرية في غزة عما كان عليه في الأسبوع الماضي.
تعرض وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك لحملة انتقادات واسعة من كبار المسؤولين الإسرائيليين بعد تصريحاته التي تحدث فيها عن قرب انتهاء العملية العسكرية في غزة والموافقة على المبادرة المصرية. ولفتت مصادر إسرائيلية أن حركة حماس سوف تفسّر هذه التصريحات بأنها مؤشر ضعف في الموقف الإسرائيلي، وبأن إسرائيل تبحث عن مخرج من العملية العسكرية. ورأت المصادر أن التصريحات التي يدلي بها كبار المسؤولين الحكوميين تسهم في تشجيع حركة حماس على مواصلة نشاطها من جهة، ومن جهة ثانية تؤثر في معنويات مليون إسرائيلي في الجنوب وآلاف الجنود المنتشرين في قطاع غزة.
تواصل اليوم سقوط الصواريخ على المناطق الجنوبية في إسرائيل وسمعت صفارات الإنذار تطلق في أشكلون وأشدود. وقد أصابت صواريخ من نوع قسّام ومورتر وغراد مناطق أشكول وأشكلون وبئر السبع، ما أدى إلى إحداث أضرار مادية ولم يسجل وقوع إصابات. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن اكتشاف مادة فوسفورية في أحد الصواريخ التي أصابت أشكول، ووصفت هذه المصادر خطورة اللجوء إلى هذا النوع من الصواريخ، ورأت في استخدامه تصعيداً في استخدام المواد المتفجرة من قبل الفلسطينيين والتي تستهدف المدنيين الإسرائيليين. واليوم أطلقت صفارات الإنذار في مدينة القدس منذرة بحصول غارة جوية، ما أحدث موجة من الرعب بين سكان المدينة. وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية والشرطة أن ما حدث كان نتيجة خلل أصاب نظام الإنذار، ورجح المسؤولون أن يكون سبب انطلاق الصفارات سقوط صاروخ على مدينة يافين، بينما كانت الزواية موجهة نحو القدس.
اليوم الثامن عشر على العدوان الإسرائيلي على غزة. إنه اليوم الأقسى من حيث عدد الضحايا بين المواطنين الفلسطينيين الذين سقطوا نتيجة العدوان. كما شهد هذا اليوم قصفاً إسرائيلياً مكثفاً جواً وبراً وبحراً وصفته المصادر الفلسطينية بأنه الأعنف منذ بداية العدوان البري على القطاع. وأدت عمليات القصف هذه إلى تدمير وإحراق عشرات المنازل، بينما لم تتمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى معظم الأماكن المستهدفة لنقل الشهداء والمصابين. وسجل أيضاً نزوح مئات العائلات من منازلها ولجوئها إلى مدارس الأونروا. وبحسب الإدارة العامة للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة، سقط اليوم قرابة الخمسين شهيداً وهو ما يرفع عدد الشهداء حتى هذا اليوم إلى 951 والجرحى إلى 4400 منهم 480 في حالة الخطر.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل مواطناً مكبل اليدين في الخليل. وذكر ابن المواطن صقر إسماعيل طمزي أن جنود الاحتلال أوقفوا والده عندما كان يحرث أرضه في بلدة إذنا غرب الخليل على بعد 200م من الجدار العازل واعتدوا عليه بالضرب ثم كبلوه واعتقلوه وأطلقوا النار عليه بدم بارد وتركوه ينزف قرابة ثلاثة ساعات قبل أن ينقله الهلال الأحمر إلى المستشفى حيث فارق الحياة. ونعى حزب الشعب الفلسطيني الشهيد معتبراً أن هذه الجريمة الجديدة تضاف إلى جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، ودعا الحزب الهيئات والمؤسسات الحقوقية الدولية والإنسانية إلى تحرك فوري لوقف جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية.
شهيد آخر يسقط في الضفة الغربية. استشهد شاب يبلغ من العمر 17 عاماً في بلدة عزون شرق قلقيلية بعد أن أطلق مستوطن النار عليه. فقد أقدم أحد مستوطني عمنوئيل على إطلاق النار باتجاه الشاب عندما كان يلقي الحجارة على مركبات المستوطنين بالقرب من بلدة عزون، وعلى الأثر نقلت قوة من الجيش الإسرائيلي الشاب إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية لكنه فارق الحياة. ومنعت قوة الجيش الإسرائيلي سيارة الهلال الأحمر الفلسطيني من الاقتراب وتحفظت على جثمان الشهيد بحجة تسليمها إلى ذويه غداً.
أعلنت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، في بيان لها، عن مقتل 12 جندياً إسرائيلياً في عملية استشهادية نفذها أحد عناصرها عصر اليوم عندما فجر نفسه في قوة من جنود الاحتلال كانت تتواجد داخل منزل في منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة. وبحسب البيان فإن العملية الاستشهادية استهدفت قوة قوامها 18 من الجنود الإسرائيليين، وأكدت مصادر كتائب شهداء الأقصى مقتل 12 من أفراد هذه القوة وإصابة آخرين بجروح.
في إطار التقارير اليومية التي يصدرها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة لمواكبة التطورات في قطاع غزة، أورد تقرير اليوم تفصيلاً عن مجمل الأوضاع هناك. وركز التقرير على ضرورة حماية المدنيين الذين يتعرضون يومياً للقتل والتهجير. فكلما توغلت القوات الإسرائيلية داخل مناطق في قطاع غزة، يزداد عدد السكان الذين يصبحون محتجزين داخل منازلهم ولا يستطيعون الخروج أو المغادرة، ويصبح بالتالي من الصعب على هيئات الإغاثة الدخول إلى هذه المناطق لتقديم المساعدة. وأشار التقرير إلى أن جثث أفراد عائلة السموني الذين سقطوا في حي الزيتون في الخامس من هذا الشهر لم يتم انتشالها حتى الآن رغم الطلبات المتكررة التي قدمت للجيش الإسرائيلي للوصول إلى المنزل.
أما بالنسبة للطواقم الطبية، فيشدد التقرير على الصعوبات الكبيرة التي تواجه هؤلاء وتمنعهم من أداء عملهم، ففي الأمس قتل طبيب في أحد منازل جباليا بينما كان يعالج الجرحى فيما جرح ثلاثة من أفراد الطاقم الطبي الذين كانوا ينتظرون في الخارج لنقل المصابين. وبحسب التقرير فإن الأولوية بالنسبة للأوضاع في القطاع يجب أن تعطى لحماية المدنيين وتأمين وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين وفتح المعابر وتأمين الكهرباء والوقود والسيولة النقدية.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك إن الجيش الإسرائيلي سيواصل عمليته في قطاع غزة ضد حماس بالتزامن مع المساعي الدبلوماسية الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وأضاف براك، أن إسرائيل ما طالب به الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي – مون بالأمس، مشيراً إلى ما أعلنه الأمين العام عن نيته إقناع إسرائيل وحماس بتطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار، كما أنها تدرس المبادرة المصرية. لكنه أكد، أنه مع ذلك فإن الحرب ستتواصل.
على الرغم من الإنجازات التي حققتها المؤسسة العسكرية خلال العملية في غزة، يبدو أن الجيش الإسرائيلي قد فشل في اعتقال عدد كبير من أعضاء حماس. فخلال عشرة أيام من القتال داخل القطاع، اعتقل الجيش الإسرائيلي 200 فلسطيني تم إحضارهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم. لكن المفاجأة المرعبة للمسؤولين العسكريين كانت أن أقل من ثلاثين شخصاً فقط ثبت أن لديهم ارتباط بحركة حماس أو تنظيمات إرهابية أخرى. وبناء على هذه المعطيات قرر المسؤولون صرف النظر عن تشكيل المؤسسة القضائية التي كان مقرراً أن تجري التحقيقات مع المعتقلين. فبحسب المسؤولين العسكريين، كان من المقرر أن تقوم هذه المؤسسة القضائية بالتحقيق مع مئات المعتقلين وتصنيفهم، إلا أن الأمر اقتصر على عدد من المعتقلين يتراوح ما بين 20 إلى 30 يشتبه بارتباطهم في نشاطات إرهابية.
خلال جولة في مستعمرة سديروت، قال وزير العدل الإسرائيلي دانييل فريدمان، إن إطلاق الجندي المختطف غلعاد شاليط، يجب أن يكون جزءاً من أي اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وأكد فريدمان أن إسرائيل ستمضي في عمليتها العسكرية حتى يتم تحقيق الأهداف التي وضعت لها من دون تحديد وقت لنهايتها. وتعليقاً على التقارير التي صدرت حديثاً حول إمكانية مواجهة إسرائيل لدعاوى دولية بعد عملية الرصاص المسكوب، شدد فريدمان أن إسرائيل تحترم القانون الدولي وهي تطبق أقصى درجات المعايير الأخلاقية والإنسانية في معركتها في غزة.
أعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية أن إصابات وقعت في صفوف الجنود الإسرائيليين ناتجة عن نيران صديقة عن طريق الخطأ. وذكرت المصادر أن قوات الاحتياط التي بدأت عملها في شمال غزة تعاملت مع قوة من الجيش النظامي الإسرائيلي خطأ على أنها قوية معادية وأطلقت النار باتجاهها ما أدى إلى إصابة جندي بجروح خطرة، بينما أصيب ثلاثة آخرون بجروح خفيفة. وفيما تجري قيادة الجيش تحقيقاً في الحادث، أشارت مصادر عسكرية إلى أن مثل هذه الحوادث تحدث عادة عندما تتجمع قوات عسكرية كبيرة في مساحة صغيرة.