نتائج البحث في يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
نفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، "الأونروا" جملة وتفصيلاً الاتهامات الإسرائيلية باستخدام منشآتها من قبل مسلحين فلسطينيين. وكانت مصادر رسمية إسرائيلية قد بررت قصفها لمدارس الأونروا في غزة بأن المسلحين الفلسطينيين يستخدمون هذه المدارس للهجوم على المناطق الإسرائيلية. وقد سقط عشرات الضحايا في القصف الذي استهدف إحدى مدارس الوكالة بالأمس. وقال الناطق باسم الوكالة عدنان أبو حسنة إن المدارس لم تستخدم على الإطلاق في عمليات إطلاق نار أو قذائف على إسرائيل، إذ أن العاملين في هذه المدارس يمنعون دخول أي مسلح لهذه المدارس، كما أن المواطنين الذين لجأوا إلى هذه المدارس هم مشردون فقدوا كل شيء تقريباً. وأضاف أبو حسنة أن الوكالة تشدد على المطالبة بتحقيق دولي محايد في هذه الحوادث. من جهة ثانية يعقد مجلس حقوق الإنسان في جنيف جلسة خاصة يوم الجمعة المقبل لمناقشة الانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصاً العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد تمت الدعوة إلى عقد الجلسة بناء على طلب المجموعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز وبتأييد 29 دولة بينها روسيا وجنوب إفريقيا والدول العربية.
من المقرر أن تبدأ جولة من المباحثات بين إسرائيل ومصر خلال الأيام القادمة بشأن المبادرة المصرية – الفرنسية المقترحة للتوصل إلى هدنة مع قطاع غزة. وقد تقرر إيفاد عاموس غلعاد مساعد وزير الدفاع إيهود براك إلى القاهرة للمشاركة في المباحثات التي ستبدأ يوم غد الخميس. وذكرت مصادر سياسية في القدس أن المباحثات ستركز على اقتراح دولي للتوصل إلى اتفاق أمني بخصوص معبر فيلادلفي على الحدود بين مصر وغزة حيث قامت حماس بحفر أنفاق استخدمتها لتهريب الأسلحة والمقاتلين بحسب المصادر الإسرائيلية. من جهة ثانية أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، استكمال العملية العسكرية في قطاع غزة على الرغم من الجهود الكبيرة للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس.
بعد انتهاء هدنة الساعات الثلاث، عادت الصواريخ لتسقط في المناطق الجنوبية من إسرائيل. وقد سقطت صواريخ القسام وصواريخ غراد وقذائف مورتر على مناطق شعار هانيجيف وسديروت وبئر السبع وأشدود وأشكلون. وذكرت المصادر أن الصواريخ أحدثت أضراراً مادية وحريقاً، بينما أبلغ عن إصابة شخص واحد بجروج، وعولج عدد من سكان تلك المناطق جراء إصابتهم بالصدمة. وبلغ عدد الصواريخ التي تساقطت من قطاع غزة على المناطق الجنوبية في إسرائيل 16 صاروخاً. من جهة ثانية صرحت المصادر العسكرية الإسرائيلية أن تسعة جنود أصيبوا بجروح طفيفة في معارك اليوم.
اعتصام في قنصلية إسرائيل في تورنتو ضد الحرب على غزة. فقد ذكرت مصادر إسرائيلية أن عدداً من النساء اليهوديات والإسرائيليات تمكنَ من دخول مبنى القنصلية والاعتصام في داخلها احتجاجاً على الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة. وقد تبين من التحقيقات التي أجريت مع الجهاز الأمني، أنه سمح للنساء بالدخول إلى المبنى بعد إبرازهن بطاقات تثبت أنهن يهوديات وإسرائيليات، لكنهن ما إن دخلن إلى المبنى حتى جلسن على الأرض وأخذن بترديد شعارات ضد إسرائيل والحكومة الإسرائيلية، منها "إسرائيل، العنصرية" وشعارات أخرى تهاجم إسرائيل وتنتقد سياسة الحكومة الإسرائيلية. وتفادياً لأية مواجهة مع المعتصمات، طلب الجهاز الأمني في القنصلية من الموظفين الدبلوماسيين البقاء في غرفهم والامتناع عن الاتصال بالنساء المعتصمات.
في اليوم الحادي عشر على العدوان الإسرائيلي، قوات الاحتلال ترتكب مجزرة جديدة في قطاع غزة. فعلى الرغم من النداءات من مسؤولي الأمم المتحدة، قصفت قوات الاحتلال مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا بقذائف المدفعية ما أدى إلى استشهاد أكثر من أربعين مواطناً وعشرات الجرحى. وكانت عشرات العائلات قد فرت من منازلها والتجأت إلى المدرسة هرباً من القصف الإسرائيلي الذي يطال منازل المدنيين. وتقع المدرسة غرب مخيم جباليا وهي واحدة من عشر مدارس فتحتها الأونروا لإيواء المواطنين النازحين عن منازلهم. يذكر أن استهداف المدرسة تم بعد ساعات قليلة فقط من إعلان الوكالة استهداف مدرستين لها في غزة ورفح وسقوط عدد من الشهداء والجرحى فيهما. وقد وصل عدد الشهداء خلال أربعة وعشرين ساعة إلى أكثر من 82 شهيداً، بينهم أفراد أكثر من عائلة فلسطينية قضوا تحت أنقاض المنازل. وأفادت المصادر الطبية أن طواقم الإسعاف باتت لا تستطيع الوصول إلى أماكن القصف لإخلاء الشهداء والجرحى بسبب استهدافها من قبل قوات الاحتلال. وبذلك يرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي منذ بدء الهجوم إلى أكثر من 650 بينما قارب عدد الجرحى 3000. واليوم شهدت مناطق شرق جباليا وشمال بيت لاهيا وحي الزيتون اشتباكات عنيفة استخدم خلالها الجيش الإسرائيلي القذائف المدفعية لإحراق الأرض، وذكرت مصادر المقاومة أنها تصدت للدبابات وقامت بتفجير عبوات ناسفة وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ثلاثة من جنوده وإصابة العشرات.
نظم التجمع الطلابي العربي في حيفا تظاهرة احتجاج ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستنكاراً للمجازر التي ترتكب بحق المدنيين هناك. وخلال التظاهرة دارت مواجهات مع قوات الشرطة الإسرائيلية التي قامت باعتقال العشرات من الطلاب العرب بينهم الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، بينما تعرض الطلاب للاعتداء عليهم من قبل قوات الشرطة ما أدى إلى إصابة أحد الطلبة بكسر في ساقه ونقل إلى المستشفى للعلاج. وتحدثت مصادر الطلاب عن منع عدد منهم من دخول الجامعة بحجة ارتدائهم الكوفيات الفلسطينية. وفي الخليل اعتقلت قوات الاحتلال 18 مواطناً على الأقل بعد شن حملة مداهمات في مخيم العروب وبلدة يطا طالت عدداً كبيراً من منازل المواطنين.
الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة محرمة دولياً في عدوانه على غزة. فقد ذكرت صحيفة التايمز البريطانية أن الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة بقذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً. وجاء في الصحيفة أنه سبق للقوات الأميركية والبريطانية استخدام هذا السلاح في العراق وهو أمر غير قانوني إلا أذا استخدم كستار دخاني. وبرر أحد الخبراء العسكريين الإسرائيليين للصحيفة استخدام هذا النوع من القذائف بأنه جاء في إطار تغطية لتقدم القوات البرية. ورأت صحيفة التايمز أن استخدام الفوسفور الأبيض في قطاع غزة الذي يعد أكبر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم سيزيد الجدل بشأن الهجوم الإسرائيلي. يذكر أن الفوسفور الأبيض يسبب إصابات وحروقاً خطرة جداً للشخص الذي يتعرض لها، وكانت القوات الإسرائيلية قد اعترفت سابقاً باستخدام هذا السلاح خلال حرب تموز / يوليو 2006 على لبنان.
في رام الله، أعلن رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية، رفيق الحسيني، خلال مؤتمر صحافي عقد في مقر الرئاسة أنه بناء على توجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس فإن السلطة الوطنية تتجه لرفع دعاوى قضائية على جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وقد كلفت الحكومة الفلسطينية وزير العدل وقانونيين فلسطينيين بدراسة كيفية رفع القضية ومكان رفعها والبدء فيها. وقال الحسيني إن الرئيس عباس سيطالب مجلس الأمن بحماية دولية للشعب الفلسطيني من أجل منع مزيد من المجازر ضد الشعب الفلسطيني.
بعد المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة واستهداف المواطنين المدنيين في المدارس والمنازل، تعالت صيحات الاحتجاج من المنظمات التابعة للأمم المتحدة. فمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ذكرت أن الأطفال يشكلون أكثر من نصف سكان غزة بحيث تنعكس المآسي الناجمة عن النزاع الجاري على الأطفال والنساء بشكل أساسي لأنهم الفئة الأضعف. وبحسب المسؤولة الإعلامية باليونيسف فإن "أطفال غزة ليسوا فقط محرومين الآن من حقوق الإنسان التي يجب أن يتمتع بها جميع البشر، ولكنهم محرومون أيضاً من الحقوق الأساسية للأطفال والتي يجب على الدول الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل أن تلتزم بها. وتتضمن هذه حق الأطفال في الحماية من جميع أشكال العنف الجسدي والنفسي والإصابات والحق في التعليم والنمو والحصول على خدمات الرعاية الصحية." من جهة ثانية قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المفوضية لم تتلق أي رد حتى الآن من السلطات المصرية على دعوة المفوض السامي للدول المجاورة لغزة بالسماح بمرور الفارين من العنف الدائر في القطاع. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر فذكرت أن سيارات الإسعاف تواجه صعوبة كبرى في الوصول إلى الجرحى في غزة وبعضهم يلفظون أنفاسهم وهم ينتظرون المساعدة. وأشارت المتحدثة باسم اللجنة في القدس إلى الرعب الشديد الذي يسيطر على المدنيين وبشكل خاص الأطفال منهم وكذلك عمال الإغاثة على حد سواء. إضافة إلى ذلك، لا يستطيع العديد من العاملين في قطاع الصحة من الوصول إلى أماكن عملهم في المستشفيات بسبب المعارك الجارية. وهذا ما يضع المزيد من الضغوط على كاهل الطواقم الطبية الموجودة والتي هي أصلاً منهكة.
كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت في حديث صحافي أن إسرائيل لا مصلحة لها بإطالة أمد الحرب في قطاع غزة. وقال إن إسرائيل لا تنوي احتلال القطاع ولا القضاء على كل إرهابي بحسب تعبيره، بل تغيير الواقع في الجنوب. وحول الاتصالات الجارية حالياً، قال أولمرت إنه على اتصال مع عدد من قادة العالم الذين يسعون للتوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة بين إسرائيل وغزة. وأضاف أن هناك عدة أفكار مطروحة بشأن هذا الحل، وهو حالياً يتباحث بشأنها مع عدد من زعماء العالم. وكان أولمرت قد زار عدداً من المدن الإسرائيلية التي تتعرض لقصف الصواريخ في الجنوب، حيث التقى بالسكان ورؤساء البلديات والجنود الإسرائيليين الجرحى الذين يعالجون في بئر السبع.
تعليق مباراة في كرة السلة بين فريق إسرائيلي وآخر تركي. فالمباراة بين الفريقين كان من المقرر أن تتم في أنقرة ضمن مباريات البطولة الأوروبية لكرة السلة، لكن الجمهور التركي انفجر غاضباً وبدأ بالهتاف ضد إسرائيل وضد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة وأخذ مئات المشجعين الأتراك يهتفون "إسرائيل، قتلة". ونتيجة ذلك، قام الحكم بإيقاف المباراة وطلب من اللاعبين العودة إلى غرف تبديل الملابس. يذكر أن العلاقات الجيدة التي تربط تركيا بإسرائيل قد شهدت توتراً بسبب الحرب في غزة التي أثارت موجة من الاحتجاجات في الشارع التركي إضافة إلى انتقادات حادة لإسرائيل من قبل الحكومة التركية.
خلال زيارته للجنود الجرحى في مستشفى بئر السبع، قال رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان إن العملية العسكرية في غزة لن تتوقف إلا عندما يتم الجيش الإسرائيلي سيطرته على معبر فيلادلفي في رفح، وبعد أن يتم القضاء على سلطة حماس. وأوضح ليبرمان بأنه لا يقبل بمراقبين دوليين على المعابر، فلا أحد يحل مكان دولة إسرائيل، لهذا يجب أن تسيطر على المعبر بشكل تام ومن ثم تنتقل إلى المرحلة الثانية وهي القضاء على سلطة حماس. وأكد ليبرمان أنه يستحيل التوصل إلى اتفاق مع حماس. وبالنسبة إلى الانتخابات الإسرائيلية، قال ليبرمان إن الأمر لا يعنيه الآن، إذ طالما العملية العسكرية مستمرة فإنه لن يناقش مسألة الانتخابات، وبدلاً من ذلك فإن على الجميع مساندة الجيش.
في اليوم العاشر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصل الجيش الإسرائيلي قصف مختلف المناطق في قطاع غزة براً وبحراً وجواً إضافة إلى التوغل البري. وقد ارتفع عدد الشهداء ليصل منذ بداية العدوان إلى أكثر من 550 شهيداً والجرحى إلى 2700 جريح بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة. وذكر الدكتور معاوية حسنين مدير عام الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة أن عدد الشهداء منذ بداية الهجوم البري تجاوز 90 شهيداً بينهم 27 طفلاً و 17 سيدة. ومن المتوقع أن يزداد عدد الضحايا من المدنيين مع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيلي الذي يستهدف هؤلاء المدنيين في منازلهم.
مجزرة جديدة ارتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. إذ أقدمت قوات الاحتلال على قصف عائلة بأكملها فسقط جميع أفرادها بين شهيد وجريح. وبحسب الأنباء فإن قوات الاحتلال قامت بتجميع عشرات الأسر من عائلة السموني في بيت واحد في حي الزيتون وبعد ذلك قصفت المنزل بالقذائف لمدة عشرة دقائق ما أدى إلى سقوط جميع من كانوا بالمنزل شهداء وجرحى. وقال أحد الناجين من أفراد العائلة أن عدداً من الجرحى ظلوا يصارعون الموت حتى فارقوا الحياة إذ أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المصابين. وقد تمكنت سيارات الإسعاف من دخول المنطقة صباح اليوم الإثنين حيث تم إجلاء المصابين والشهداء. وتحدث أحد الأطباء في مستشفى الشفاء عن المجزرة فوصف الأمر بالفاجعة حتى أن قسم الاستقبال في المستشفى لم يتسع للمواطنين المنكوبين الذين وصل عددهم إلى السبعين، مضيفاً أن ما جرى كان عملية إعدام جماعي نفذها جنود الاحتلال بدم بارد. يذكر أن منطقة حي الزيتون تقع في مرمى النيران الإسرائيلية ولا يستطيع سكانها المهددون بالموت الجماعي مغادرة منازلهم.
المنظمات الدولية تدعو إلى التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. فقد دعت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، مجلس الأمن إلى القيام بتحرك حازم وحاسم رداً على الوضع في قطاع غزة وجنوب إسرائيل. وقال مدير فرع المنظمة للشرق الأوسط إن عدد الضحايا المدنيين وحجم الدمار بلغا درجة غير مسبوقة، ولذلك يتوجب على مجلس الأمن ألا يلزم الصمت، وعليه أن يتحرك ويجب عليه أن يفعل ذلك من دون الانتظار أكثر. وأضاف أن القلق يزداد بشأن سلامة المدنيين خاصة وأن أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني محاصرون في قطاع غزة ويواجهون أزمة إنسانية كبيرة. لذلك دعا المسؤول في منظمة العفو الدولية، الأمم المتحدة الطلب من إسرائيل رفع القيود التي تحول دون عبور المساعدات الإنسانية والصحافيين إلى غزة والعمل على نشر مراقبين دوليين. كما طالب مجلس الأمن بتبني قرار قوي يدين الهجمات ضد المدنيين سواء من جانب إسرائيل أو حماس. من جهة ثانية ذكر مسؤول في الصليب الأحمر الألماني أن مخزون الوقود في غزة لا يكفي لتزويد المستشفيات بالتيار الكهربائي من خلال المولدات ولا يكفي أيضاً لتزويد سيارات الإسعاف بالوقود لفترة طويلة، وأضاف المسؤول أن قطاع غزة يعاني نقصاً في الأدوية ونقصاً في أكفان الموتى والأقمشة اللازمة لتغطيتهم.
اعتقلت قوات الشرطة الإسرائيلية في مدينة القدس الصحافي خضر شاهين مراسل قناة العالم الإيرانية بحجة خرق قرار الرقابة العسكرية الحربية. ووجهت الشرطة الإسرائيلية للصحافي الذي يخضع للتحقيق تهمة نشر أسرار لا تريد الرقابة نشرها أثناء الحرب. يذكر أن السلطات الإسرائيلية تفرض رقابة صارمة على عمل الصحافيين الإسرائيليين والعرب والأجانب. من جهة ثانية، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين في محافظة الخليل وذلك خلال المواجهات الاحتجاجية بين المواطنين وقوات الاحتلال حيث قام الشبان برشق الجنود بالحجارة، وقام الجنود بإطلاق القنابل الغازية والمسيلة للدموع ما أدى إلى إصابة العديد بحالات اختناق، وقد اعتقل الجنود شاباً بعد إصابته جرّاء إطلاق الرصاص عليه. يذكر أن الإضراب عم محافظة الخليل وتم تنظيم أربع مسيرات جماهيرية في أنحاء المحافظة، وقد أقامت القوى الوطنية التي دعت إلى الإضراب، خيمة اعتصام في الخليل تضامناً مع أهالي غزة واستنكاراً للعدوان الإسرائيلي على القطاع.
خلال حديث للصحافيين برفقة نظرائها من جمهورية التشيك وفرنسا والسويد، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة يهدف إلى تغيير المعادلة في المنطقة. ودافعت ليفني عن الهجوم الذي يستهدف المناطق التي تسيطر عليها حماس بأنها شكل مشروع للدفاع عن النفس. وأضافت ليفني أن لا خيار أمام إسرائيل إلا الرد في حال تعرضها للهجوم. أما وزير الدفاع إيهود براك فقال في حديث إذاعي مبرراً الهجوم على قطاع غزة، إن أية دولة تسعى للبقاء ستقوم بالعمل نفسه الذي قامت به إسرائيل. وأضاف براك أنه على الرغم من الخسائر الكبيرة التي تكبدتها حركة حماس، إلا أن هناك عدداً من الأهداف العسكرية لم يتم تحقيقها بعد.
سقط عدد من الجرحى بعد سقوط صواريخ على مناطق في جنوب إسرائيل. ففي أشدود أصاب صاروخ غراد روضة أطفال كانت خالية، وقد أصيبت بأضرار مادية كبيرة، كما تم معالجة 13 شخصاً من الصدمة. ومساء أصيب تسعة آخرون إثر سقوط صاروخي غراد على مدينة أشكلون حيث أصيب أحد المباني بأضرار بينما سقطت ثلاثة صواريخ أخرى على بئر السبع وأشدود. وفي سديروت عولج عدد من الأشخاص جرّاء الصدمة بعد سقوط صاروخ قسّام على منزل في البلدة. وذكرت المصادر أنه سقط 30 صاروخاً على الأقل على المناطق الجنوبية، بينها صاروخ غراد أصاب منطقة شرق أشدود تبعد أكثر من 40 كلم عن غزة. وبسبب الهجمات الصاروخية استمر إقفال المدارس ورياض الأطفال والمؤسسات التربوية في نطاق 40 كلم من قطاع غزة.
ذكرت مصادر إسرائيلية، أن إسرائيل تبذل جهوداً دبلوماسية لتأجيل عقد اجتماع لمجلس الأمن يوم الأربعاء لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، ومنع أية محاولات دولية للضغط على إسرائيل لوقف العملية العسكرية في القطاع. ويتعين على القيادة الإسرائيلية اختيار من يمثلها في جلسة مجلس الأمن المقررة، في حين أبدى عدد من الوزراء قلقهم من اختيار ليفني لهذه المهمة، ففي هذه الحالة يصبح أي قرار يصدر عن مجلس الأمن شرعياً وبالتالي يجعل إسرائيل عرضة لمزيد من الضغوط الدولية. لكن وزيرة الخارجية استبقت الأمر فأوضحت أنه حتى في حال توصل مجلس الأمن إلى قرار معاد لإسرائيل، فإنه لن يؤدي إلى وقف الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس.
مع دخول الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الثاني، ارتفعت وتيرة القصف على مختلف المناطق في قطاع غزة جواً وبراً وبحراً. ومع استمرار القصف يرتفع عدد الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين في غزة، وقد وصل العدد إلى أكثر من 512 شهيداً وأكثر من 2400 جريح. وسُجل استشهاد أم وأطفالها الأربعة عندما استهدف القصف منزلهم في حي التفاح شرق مدينة غزة، وفي حي النهضة شرق مدينة رفح استشهد خمسة أفراد من عائلة واحدة، وفي بيت لاهيا استشهد أربعة أطفال. واليوم أيضاً سقط ثلاثة من المسعفين شهداء وأصيب مسعف ثالث بجروح أثناء محاولتهم إسعاف المصابين جرّاء القصف الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوب غزة. من ناحية ثانية، توغلت الدبابات الإسرائيلية في ثلاثة محاور في محاولة لتقسيم القطاع إلى ثلاثة أجزاء، وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 36 من جنوده في سلسلة العمليات التي يقوم بها خلال التوغل البري.
شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها في مناطق الضفة الغربية. ففي القدس فرض طوق عسكري محكم على المدينة، وانتشرت تعزيزات عسكرية وشرطية في محيط المعابر والحواجز والشوارع ومناطق التماس بين شرق القدس وغربها، إضافة إلى انتشار مكثف في باحة باب العمود قرب أسوار القدس التاريخية. وقامت القوات الإسرائيلية بالتدقيق في بطاقات المواطنين والمسافرين في الحافلات بعد أن أقامت هذه القوات حواجز فجائية في منطقة الشيخ جراح والتلة الفرنسية ووسط المدينة. وقد دفعت هذه الإجراءات المشددة الكثير من المواطنين الفلسطينيين إلى عدم الذهاب إلى أعمالهم خشية قيام جنود الاحتلال بالتحرش بهم.
تواصلت في الضفة الغربية، الاحتجاجات والمسيرات المنددة بالمجاز الإسرائيلية في قطاع غزة. ففي مدينة قلقيلية استشهد شاب فلسطيني برصاص الجنود الإسرائيليين خلال مواجهات بين الشبان الذين قاموا برشق الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة، فرد الجنود بإطلاق الأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية والمسيلة للدموع ما أدى إلى استشهاد الشاب. وفي مدينة رام الله انطلقت مسيرة شارك فيها شخصيات سياسية ونواب ومواطنون استنكاراً للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وفي أريحا عمد المواطنون الغاضبون إلى إغلاق الشارع الرئيسي بين أريحا والقدس وأشعلوا الإطارات احتجاجاً. وشهدت مدينة بيت لحم مسيرات مماثلة شارك فيه طلبة المدارس. أما في الخليل، فدارت مواجهات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والشبان المحتجين الذين رشقوا الإسرائيليين بالحجارة، فرد الجنود بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي تجاههم، وقد أصيب شاب في بلدة يطا جنوب الخليل برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات مع الجنود الإسرائيليين، ووصفت المصادر الطبية حالته بالخطرة. كذلك شهدت مدينة نابلس تظاهرات واحتجاجات وجرت في شوارع المدينة مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقد أعلنت عدة قوى وطنية وسياسية الإضراب الشامل والعام يوم غد الإثنين تضامناً مع أهالي غزة.
غزة تدخل في ظلام شامل. فقد حذرت المصادر الفلسطينية من كارثة إنسانية وصحية وبيئية جراء انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن مدن القطاع بعد تدمير القوات الإسرائيلية لشبكات الكهرباء في القطاع. وبحسب رئيس سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة، فإن القطاع بات على شفا كارثة شاملة جراء انقطاع التيار الكهربائي، إذ أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بتدمير خطوط إمدادات وشبكات الكهرباء. وأضاف أنه لا يمكن حالياً تقدير حجم الدمار الذي أصاب شبكات الكهرباء لصعوبة القيام بإصلاح الخطوط نظراً إلى تعرض طواقم الصيانة للقصف خلال عملهم. وبالنسبة إلى المستشفيات، حذر رئيس سلطة الطاقة من كارثة قد تصيب المستشفيات إذ أن المولدات الكهربائية لم تعد قادرة على العمل على مدار الساعة، وهو أمر يعوق عمل الأجهزة الطبية التي تعمل على الكهرباء.
في مستهل جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم، أدلى رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بتصريح شرح فيه تطورات العملية العسكرية في قطاع غزة. وقال أولمرت إنه أجرى خلال الأسبوع الفائت مشاورات مع كل من وزير الدفاع ووزيرة الخارجية ورؤساء الدوائر الأمنية ورئيس جهاز الموساد ورئيس هيئة الأمن القومي حيث تم تحليل الوضع بشكل دقيق كما تمت دراسة الخطوات المقبلة بالنسبة إلى العملية العسكرية. وتحدث أولمرت عن العملية البرية فقال إنها جزء من عملية شاملة تهدف إلى تغيير الواقع الأمني السائد في جنوب البلاد. وأضاف أولمرت أنه بموازاة العملية العسكرية هناك معركة سياسية، وأضاف إن أعز أصدقاء إسرائيل يبدون قلقهم وانزعاجهم لكنهم يتفهمون الموقف الإسرائيلي ويؤيدونه. وقال أولمرت إنه يستمد التشجيع من الرئيس الأميركي جورج بوش الذي قال إن الحاجة لا تستدعي فقط ضمان وقف إطلاق النار من جانب حماس بل أيضاً عدم السماح لها بالقيام بذلك في المستقبل.
في مقابلة تلفزيونية، رفض الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس إمكانية وقف إطلاق النار فيما يكثف الجيش الإسرائيلي هجومه على حماس في قطاع غزة. وأضاف بيرس أن الإسرائيليين لا ينوون احتلال قطاع غزة أو القضاء على حركة حماس، لكن حماس يجب أن تلقن درساً قاسياً. وقال بيرس إن إسرائيل لن تقبل بأن تستمر حماس بإطلاق صواريخها وتقبل بوقف لإطلاق النار، وإلا فما معنى العملية العسكرية. وأضاف أن حماس لا تستطيع أن تبرر لماذا تطلق الصواريخ، كما لا يمكنهم الإنكار أنهم يتحركون بأوامر من إيران التي تملك جناحين في الشرق الأوسط وهما حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.
بينما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت يوجه نداء إلى الإسرائيليين للوقوف صفاً واحداً قوياً خلال الحرب في قطاع غزة، تلقت إسرائيل موقفاً داعماً آخر. فقد قام رئيس بلدية نيويورك بزيارة إلى مدينة أشكلون للإعراب عن دعمه لعملية الرصاص المسكوب التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة. وفي مؤتمر صحافي عقده رئيس البلدية اليهودي في أشكلون، قال إنه لو كان مكان دولة إسرائيل لفعل كل ما يمكن للدفاع عن مواطنيه. وشدّد على الروابط بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية مؤكداً أن كلاً من الرئيس جورج بوش والرئيس المنتخب باراك أوباما يؤيدان العملية العسكرية في قطاع غزة.
الأطفال يشاركون في الاحتجاج على المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة. ففي قلقيلية نظمت القوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني مسيرة شموع شارك فيها عشرات الأطفال حاملين الشموع في شوارع البلدة استنكاراً لما ترتكبه القوات الإسرائيلية في غزة. وعند وصول المسيرة إلى ميدان الشهيد أبو علي إياد، قرأ الأطفال الفاتحة على أرواح شهداء غزة. وفي مدينة بيت لحم نظم التجمع النسوي التنموي مسيرة تضامنية مع أهالي غزة. وجابت المسيرة شوارع المدينة ورفعت النسوة الرايات السود والشعارات المنددة بالعدوان، وانتهت المسيرة باعتصام في ساحة المهد حيث ألقي عدد من الكلمات. ووجهت في نهاية المسيرة دعوة إلى المواطنين للمشاركة في الاعتصام والصلاة التي من المقرر أن تقام صباح يوم غد الأحد في ساحة المهد.
في مسيرة وصفت بالأضخم منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، خرج عشرات الآلاف من فلسطينيي 1948 في تظاهرة احتجاجية انطلاقاً من مدينة سخنين. وشاركت جميع القوى السياسية داخل الخط الأخضر في المسيرة تحت شعار "شعب واحد، ألم واحد"، وكان على رأس المشاركين النواب العرب وقادة الأحزاب والحركات السياسية ووفود من القرى والمدن العربية والمدن الساحلية. وفي مقابل هذه التظاهرة، انتشر الآلاف من قوات الشرطة الإسرائيلية وأفراد الوحدات الخاصة في مدينة سخنين، وتم نصب العديد من الحواجز على الطرقات المؤدية إليها.
في مدينة الخليل ألقى جنود الاحتلال قنبلة غاز مسيل للدموع على منزل أحد المواطنين سقطت وسط المنزل ما أدى إلى إصابة أربع شقيقات بحالات اختناق. وذكر صاحب المنزل أنه فوجئ وعائلته بسقوط القنبلة التي أطلقها جنود إسرائيليون كانوا يعتلون سطح منزل مجاور لهم. وقد تم نقل اثنتين من الشقيقات الأربع إلى المستشفى لتلقي العلاج. يذكر أن قوات الاحتلال اقتحمت قبل يومين المنزل نفسه وقامت بتفتيشه. وفي مدينة جنين نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية على مداخل عدد من قرى المحافظة، حيث قامت القوات الإسرائيلية بإيقاف السيارات وتفتيش الركاب والتدقيق في هوياتهم، كما نفذوا عمليات تفتيش واسعة بين كروم الزيتون والأراضي الزراعية قرب الحواجز.
تزامناً مع الهجوم البري الذي تشنه القوات الإسرائيلية، عقد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك مؤتمراً صحافياً تحدث فيه عن العملية البرية، وقال إن إسرائيل لم تكن ترغب في الحرب لكنها لا تستطيع التخلي عن مواطنيها، سكان المناطق الجنوبية الذين وقعوا ضحايا لصواريخ حماس. وأضاف براك، أن العملية لن تكون سهلة ولن تكون قصيرة، مشيراً إلى أنه يعي ما تحمله العملية من مخاطر على حياة الجنود الإسرائيليين، والكلفة باهظة الثمن لهذا الهجوم. وقال براك إنه لا ينوي خداع أحد، لذلك فإن سكان الجنوب قد يعانون أوقاتاً صعبة خلال الفترة القادمة. وفي إشارة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، قال براك إنه يتمنى أن يبقى الهدوء سائداً هناك، لكنه أكد أن الإسرائيليين مستعدون لأي احتمالات على تلك الجبهة.
على الرغم من مرور ثمانية أيام على عملية الرصاص المسكوب، إلا أن الصواريخ استمرت بالسقوط على المناطق الإسرائيلية الجنوبية. وقد تساقطت الصواريخ على مدن وبلدات عدة منها أشكلون وأشكول وسديروت ونتيفوت. وقد أدى ذلك إلى جرح أربعة أشخاص، إضافة إلى إحداث أضرار مادية في المناطق التي أصابتها الصواريخ، إذ دُمر منزل في نتيفوت بعد إصابته بصاروخ. وقد بلغ عدد الصواريخ التي أطلقت اليوم من قطاع غزة باتجاه المناطق الجنوبية 34 صاروخاً، في حين كان عدد الصواريخ التي أطلقت يوم أمس الجمعة 36 صاروخاً.
وافق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية، على استدعاء الآلاف من جنود الاحتياط تمهيداً للاستعداد للمرحلة الثانية من عملية الرصاص المسكوب، وكان المجلس الوزاري قد ناقش أمس هذه المرحلة، وبدأ الجيش الإسرائيلي باستدعاء قوات الاحتياط عن طريق نداءات الطوارئ. وتهدف عملية استدعاء جنود الاحتياط إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من توسيع عمليته العسكرية إذا استدعى الأمر. وقد بدأت قوات الاحتياط بالوصول إلى قواعدها مساء اليوم السبت وسيتم توزيع مهماتها يوم غد الأحد. وقد أصدر المجلس الوزاري أوامره لقيادة الجيش بمواصلة عمليته داخل القطاع والانتقال إلى مرحلة الهجوم البري.
في مساء اليوم الثامن للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأ الجيش الإسرائيلي هجومه البري على القطاع من ثلاثة محاور. وبحسب شهود عيان فقد بدأت القوات الإسرائيلية توغلها من منطقة رفح ومن معبر المنطار ومعبر بيت حانون كما شوهدت آليات عسكرية تحاول التقدم باتجاه معبر كرم أبو سالم وأخرى في منطقة شرق بيت لاهيا. وتنفذ القوات الإسرائيلية هجومها وسط إطلاق القنابل المضيئة والقصف المكثف. وبحسب المصادر العسكرية الإسرائيلية فإن وحدات من سلاح المدرعات والهندسة والمشاة تشارك في الهجوم البري على القطاع.
تواصلت عمليات القصف جواً وبحراً على قطاع غزة لليوم الثامن على التوالي. وشهد هذا اليوم مجزرة جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما قصفت الطائرات الحربية من طراز أف 16 مسجداً يعج بالمصلين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة ما أدى إلى استشهاد 13 مواطناً وجرح أكثر من 60. وخلال اليوم قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات المواقع في القطاع بالصواريخ والقنابل الارتجاجية، ما أدلى إلى استشهاد مزيد من المواطنين. وقد طال القصف إضافة إلى المباني والمنازل والمساجد، جريدة الرسالة وإحدى المدارس. وبحسب المصادر الطبية فقد وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 470 شهيداً والجرحى أكثر من 2370، بينهم 30% من الأطفال والنساء. وبحسب الدكتور معاوية حسنين مدير هيئة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة فإن بين الشهداء أكثر من 100 طفل و40 امرأة، وأضاف أن الباقين من الشهداء هم من المدنيين مشيراً إلى الوضع السيئ الذي تعانيه المستشفيات حتى أن نسبة إشغال الأسرة بلغ 120 في المئة.
في اليوم السابع للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تواصلت الغارات الجوية والقصف من الزوارق البحرية ما أدى إلى سقوط مزيد من الشهداء بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة كانوا يلهون أمام منزلهم عندما فاجأتهم القذائف الإسرائيلية فاستشهدوا على الفور. وقد سقط أكثر من تسعة شهداء بينهم خمسة أطفال وستون جريحاً. وبذلك يرتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان الإسرائيلي إلى 430 شهيداً وأكثر من 2220 جريحاً. وقد دمر القصف منازل ومبان ومساجد ومحال تجارية ومزرعة طيور حيث نفق العشرات منها. وقد أحدثت عمليات القصف دماراً هائلاً في المناطق المستهدفة.
شهدت مناطق مختلفة في أراضي 1948 تظاهرات واحتجاجات ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وقد سارت التظاهرات في بلدات كفر ياسيف وكسيفة والرينة وشعب وسخنين ومجد الكروم ووادي عارة. وقد دعت لجنة المتابعة العليا إلى تظاهرة غداً في سخنين من المتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، إضافة إلى التظاهرة التي تنظمها الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة غداً في مدينة تل – أبيب. أما في مناطق الجولان، فقد شهدت القرى إضراباً عاماً وتم تنظيم تظاهرات شعبية في عدة قرى كان أبرزها تلك التي نظمت في قرية بقعاتا حيث تجمع عشرات المواطنين في ساحة مجدل شمس قبل التوجه إلى بقعاتا وردد المتظاهرون الهتافات الوطنية وحملوا الأعلام الفلسطينية ويافطات نددت بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
بعد مرور سبعة أيام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عمّت التظاهرات عدة عواصم عالمية تنديداً واحتجاجاً على المجازر الإسرائيلية. وأبرز التظاهرات كانت تلك التي شهدتها العاصمة الإندونيسية جاكرتا التي سار فيها مئات الآلاف وسط المدينة رافعين الأعلام الفلسطينية وقد توجه المتظاهرون إلى مقر السفارة الأميركية. وفي الجانب الهندي من كشمير قام مئات الكشميريين بإحراق العلم الإسرائيلي وجرت مواجهات هناك بين المتظاهرين وقوات الشرطة. وطالت التظاهرات أفغانستان، حيث تظاهر آلاف الأفغانيين في عدة مدن بعد صلاة الجمعة مطالبين بالجهاد ومنددين بإسرائيل. المشهد ذاته تكرر في الفيليبين وماليزيا. وفي سيدني صلى أكثر من 200 مسلم صلاة الغائب على أرواح الشهداء في غزة في أحد منتزهات المدينة.
تتواصل في مدن وبلدات الضفة الغربية مظاهر الاحتجاج والتنديد بالمجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وسجل اليوم عدة إصابات بين المواطنين المحتجين. ففي الخليل أصيب خمسة مواطنين في بلدة بني نعيم جراء إطلاق الرصاص عليهم من قبل جنود الاحتلال خلال المواجهات. وفي بيت أمر أصيب مواطن آخر في مواجهات مع قوات الاحتلال خلال الاحتجاجات. وفي قرية جيوس أصيب ستة شبان خلال المواجهات التي اندلعت مع جنود الاحتلال في القرية التي تقع شمال قلقيلية. أما في القدس فقد نظمت مجموعة من النساء الفلسطينيات من مدينة القدس وضواحيها ومن أراضي 1948 مسيرة حاشدة بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على المجازر التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وسارت التظاهرة في باحات المسجد الأقصى واخترقت شوارع البلدة القديمة. وحاولت قوات حرس الحدود وقوات الشرطة التصدي للتظاهرة والاعتداء على المشاركات فيها، إلا أن التظاهرة واصلت مسيرتها وصولاً إلى منطقة باب العمود. يذكر أن السلطات الإسرائيلية كانت قد منعت الرجال دون الخمسين من العمر من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى ، وقد انتشرت قوات الشرطة داخل ساحات المسجد الأقصى وقرب المصلين في خطة استفزازية.
اتهمت المنظمة الدولية لحقوق الإنسان الولايات المتحدة بأنها تأخذ موقفاً منحازاً فيما يتعلق بأحداث غزة وطالبت كبار الدبلوماسيين الأميركيين بالضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار. وفي الإطار نفسه أرسلت المنظمة رسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جاء فيها أن على الولايات المتحدة عدم تجاهل الرد الإسرائيلي غير المتكافئ على حركة حماس. كما حملت الرسالة لوماً كبيراً بسبب الرد الأميركي المنحاز تجاه العنف الذي يحدث وعدم بذل جهود كافية لتحسين الأوضاع الإنسانية في غزة. وأعربت المنظمة عن قلقها العميق بسبب الإمدادات العسكرية التي تقدمها واشنطن لإسرائيل والتي استخدمت مؤخراً في الغارات الجوية على مناطق مكتظة بالسكان في غزة. وطالبت المنظمة الولايات المتحدة بوقف عمليات نقل السلاح فوراً لإسرائيل، وإجراء تحقيق فيما إذا كانت هذه الأسلحة قد استخدمت في عمليات تهدد حقوق الإنسان.
بعد دخول عملية الرصاص المسكوب يومها السابع وفيما ينتظر الآلاف من جنود المشاة على الحدود منتظرين قرار الحكومة بالهجوم البري، تواصلت الصواريخ الفلسطينية بالسقوط على عدة مناطق جنوبية في إسرائيل. وقد تساقطت الصواريخ البعيدة المدى على سديروت والنقب وأشكلون ونتيفوت، ما أدى إلى إصابة أربعة بجروح بينما أصيب العشرات بحالات الصدمة إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمنازل في تلك المناطق، خاصة في أشكلون حيث أصاب أحد الصواريخ منزلاً بشكل مباشر ما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة فيه. كما أن أجزاء كبيرة من مدينة سديروت كانت بلا كهرباء اليوم بعد أن أصاب أحد الصواريخ خطوط الكهرباء العامة هناك. وبحسب المصادر الإسرائيلية فقد تنوعت الصواريخ التي أطلقت على المناطق الجنوبية بين صواريخ القسّام وصواريخ غراد بعيدة المدى.
بينما تتواصل العملية العسكرية في قطاع غزة، تركز المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على ما يجري في غزة وفي المناطق الجنوبية. إلا أن أحد المحللين الإسرائيليين تساءل عما إذا كان العالم سيشهد مواجهات إسلامية – يهودية؟ فالعملية في غزة قد تؤدي إلى تزايد الخطر على أرواح الإسرائيليين واليهود في مختلف أنحاء العالم. وتحدثت المصادر عن أحداث تشكل بداية لهذه المرحلة كالحادث الذي حصل في الدانمارك عندما أطلق عربي النار على إسرائيليين في أحد المراكز التجارية فجرح اثنين منهم. وتوقع مكتب مكافحة الإرهاب تزايداً في العمليات التي قد تستهدف اليهود في العالم رداً على العملية التي تجري حالياً في غزة.
خلال جولة قام بها في مدينة بئر السبع، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إن إسرائيل لا تريد أن تخوض حرباً طويلة في غزة، وأنها لا ترغب في حملة واسعة، بل هي تريد الهدوء وتأمين العيش بسلام لسكان الجنوب، وأن ينمو الأطفال هناك مع شعور بالأمان بدلاً من مشاعر الخوف والكوابيس. وأضاف أولمرت أن إسرائيل لم تعلن الحرب على سكان غزة، لكن عليها أن تتعامل مع حماس بيد من حديد. وخلال الزيارة اجتمع أولمرت برؤساء المجالس المحلية ونفى التقارير التي تحدثت عن خلافات داخل الحكومة حول العملية، مؤكداً أن الحكومة تعمل بشكل جماعي، وأنه لا يسمح للحملات السياسية بالدخول إلى الغرفة التي يتم اتخاذ القرارات فيها. وتجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع إيهود براك أصدر قراراً بفرض الإغلاق على الضفة الغربية من مساء الخميس وحتى مساء السبت.
لليوم السادس على التوالي واصل الجيش الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة. فقد قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل القيادي البارز في حركة حماس الدكتور نزار ريان في مخيم جباليا ما أدى إلى استشهاد ريان وجميع أفراد عائلته البالغ عددهم 14 هم زوجاته وأطفاله. وقد دمر القصف منطقة سكنية بالكامل الأمر الذي أدى أيضاً إلى إصابات العشرات بجروح. والشهيد الدكتور نزار ريان هو أكاديمي جامعي ويتمتع بشعبية كبيرة في الشارع الفلسطيني، وقد قاد سابقاً مبادرات تشكيل الدروع البشرية لحماية منازل المواطنين الفلسطينيين المهددة بالقصف خلال العامين الماضيين. واليوم ارتفع عدد شهداء المجزرة الإسرائيلية إلى 418 والجرحى إلى أكثر من 2000 حالة عدد كبير منهم حرجة، والجدير ذكره أن بين الضحايا عدد كبير جداً من الأطفال.
الأوضاع على حالها من التوتر في مدن وقرى الضفة الغربية بعد موجة من التظاهرات الاحتجاجية ضد العدوان على قطاع غزة. واليوم أعلن استشهاد الشاب محمد الخواجا متأثراً بجروح أصيب بها قبل أيام خلال مسيرة في قرية نعلين. وأثناء تشييع الشهيد الخواجا، اقتحمت قوات الاحتلال البلدة وقامت بإطلاق الأعيرة النارية والمطاطية والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة سبعة مواطنين، كما أطلقت قنبلة مضغوطة تستخدم للمرة الأولى ما أدى إلى إحراق منزل أحد المواطنين وإصابة والدته وطفلة صغيرة بحالة اختناق. وفي نابلس اعتقلت قوات الاحتلال مواطنين اثنين بعد أن اقتحمت المدينة فجراً وداهمت عدداً من المنازل فيها. أما في الخليل فقد اعتقلت قوات الاحتلال 11 مواطناً بعد عمليات مداهمة واسعة في مدينة الخليل وعدد من القرى في المحافظة. كما أقامت قوات الاحتلال حواجز عسكرية وسيرت دورياتها في مناطق مختلفة من جنين.
استنكاراً للعدوان على قطاع غزة، وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأورثوذكس نداء عاجلاً إلى جميع الكنائس المسيحية في العالم مطالباً إياها بالوقوف والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وجاءت دعوة المطران حنا خلال مؤتمر تضامني مع قطاع غزة في رام الله ناشد فيه الكنائس المسيحية الأورثوذكسية والكاثوليكية بأن تخصص يوم الأحد للصلاة من أجل غزة المنكوبة والتعبير عن مساندة غزة والتعاطف مع آلاف الأسر التي شردت ونكبت وفقدت أبناءها. وقال حنا خلال المؤتمر: "لا يجوز للعالم المسيحي أن يكون متفرجاً وصامتاً ومراقباً لما يحدث فالمسيحية تعلمنا أن نقف إلى جانب المظلومين والمضطهدين والمستهدفين في هذه الدنيا". وطالب المطران حنا الكنائس بجمع التبرعات والعمل على إيصالها إلى قطاع غزة خاصة إلى المستشفيات والمستوصفات.
نظم نواب المجلس التشريعي الفلسطيني في مدينة رام الله اعتصاماً اليوم أمام مبنى المجلس تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. وتجمع النواب من جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح وحماس وسط مدينة رام الله ثم انطلقوا في مسيرة بمشاركة العديد من المواطنين والمؤسسات الأهلية والإغاثة الطبية. وتحدث عدد من النواب خلال هذه المسيرة من بينهم الدكتور مصطفى البرغوثي الذي قال إن الاعتصام يأتي احتجاجاً على قصف مبنى المجلس التشريعي في غزة والمجزرة التي تستمر إسرائيل في ارتكابها وسط صمت دولي وعربي. وقال إن قتل ثلاثة أطباء بدم بارد أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني يؤكد أن إسرائيل لا تكترث بالمبادئ الإنسانية. أما رئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد فقال إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يذكر بالاجتياح الإسرائيلي للضفة الغربية عام 2002 وحصارهم للرئيس الراحل ياسر عرفات، كما أن قصفهم للمجلس التشريعي في غزة مشابه لقصفهم مقر المقاطعة في رام الله. وطالب الأحمد المجتمع الدولي ومجلس الأمن الإسراع لوقف الآلة العسكرية الإسرائيلية وحماية الشعب الفلسطيني المناضل في قطاع غزة.
ذكرت مصادر إسرائيلية أن السكان الفلسطينيين الذين يقطنون قرب مقر الإذاعة العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي في مدينة يافا حولوا حياة العاملين فيها إلى كابوس. فبحسب المصادر يقوم الفلسطينيون هناك برشق المحطة بالحجارة بشكل منتظم منذ بداية الحرب على غزة الأمر الذي أجبر الجيش بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية على وضع مبنى الإذاعة تحت حراسة الجنود المسلحين بالبنادق. وقالت مجندة إسرائيلية تخدم في الإذاعة أنه بعد يوم واحد من انطلاق العملية العسكرية دعت حماس العرب في إسرائيل إلى الخروج إلى الشوارع والتظاهر ويبدو أن العرب هنا قرروا الاستجابة وأخذوا يقذفون المحطة بالحجارة، وبهذا تحولت الحياة داخل المحطة إلى كابوس لا يطاق.
كررت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني رفض الحكومة الإسرائيلية للمبادرة الفرنسية لوقف إطلاق النار في غزة خلال زيارتها لفرنسا. وبلغت ليفني نظيرها الفرنسي برنار كوشنير أنه من غير المسموح إعطاء فرصة لحماس لاكتساب أي نوع من الشرعية في حال القبول بتجديد التهدئة، وأضافت أن حماس تعلم أن إسرائيل لن تتحمل صواريخ غزة من دون رد. وفي حديث أمام الصحافيين في باريس، قالت ليفني أن العملية العسكرية وبعد عدة أيام قد أحدثت تغييرات، فقد ضربت العملية العسكرية معظم البنية التحتية للإرهاب في قطاع غزة. وفي رد على سؤال عما إذا كان ما تحقق يعتبر كافياً، أجابت ليفني أن الإجابة تعتمد على التقييمات اليومية.
إلى جانب الغارات الجوية على قطاع غزة، قررت إسرائيل إطلاق حملة إعلامية للتغلب على الفضائيات العربية كجزء من عملية الرصاص المسكوب. وقام بهذه المبادرة الناطقون باللغة العربية في الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية بالاشتراك مع كبار المسؤولين الحكوميين. وكان عدد من المسؤولين العسكريين إضافة إلى وزير الأمن الداخلي آفي ديختر قد ظهروا على شاشة "الجزيرة" وشاشة "روسيا اليوم" الناطقتين بالعربية في مقابلات عن العملية العسكرية الإسرائيلية، وانصبت إجاباتهم بحسب المصادر الإسرائيلية، على الدفاع عن العملية ولفت المحطتين إلى ضرورة عرض الأمور من طرفيها وعدم الاكتفاء بعرض الأوضاع في الجانب الفلسطيني فقط.
أعلن الجناح الجديد في حزب ميرتس أنه قرر إطلاق حملة إلكترونية عبر الإنترنت لدعوة الحكومة إلى إيقاف عمليتها العسكرية في غزة والتراجع عن قرار إرسال القوات البرية إليها. وقد تم تحضير عدة شعارات لهذه الحملة منها "لن ندخل غزة" و "أوقفوا إطلاق النار فوراً" و "الدخول مجدداً؟" و "إصابات مجدداً". وقد شرحت عضوة في الحزب وفي الكنيست أن الهدف من هذه الحملة هو أولاً وقف إطلاق النار وثانياً وقف الاجتياح البري. وأضافت أن التجارب السابقة تقول إن ما لم يتم تحقيقه خلال 48 ساعة من بدء العملية لا يمكن تحقيقه في مراحل أخرى. ولهذا أدعو الحكومة إلى قبول المبادرة الفرنسية من أجل وقف القتال.