نتائج البحث في يوميات الصراع العربي-الإسرائيلي
في ختام دورته الثانية التي سميت دورة الانطلاقة والشهيد صخر حبش، في رام الله، أصدر المجلس الثوري لحركة فتح بيانه الختامي الذي تضمن اتخاذ مجموعة من القرارات والتوصيات تهدف لتطوير مؤسسات حركة فتح وأطرها. وشكر البيان الجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والتحركات التي يقوم بها لحشد الدعم للشعب الفلسطيني، مؤكداً وقوف المجلس وراء الرئيس ودعم مواقفه الوطنية. وأعرب البيان عن استهجان المجلس لحملة التحريض التي شنها الشيخ يوسف القرضاوي ضد الرئيس عباس، معتبراً أن هذه الحملة تهدف إلى توسيع شقة الانقسام الفلسطيني الداخلي. وشدد المجلس على تصعيد حملة المقاومة الشعبية وعلى عروبة القدس ورفض كل محاولات التهويد. وطالب المجلس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية بمواصلة التحرك على كافة الأصعدة لمواجهة المخططات الإسرائيلية من خلال السفارات والبعثات الفلسطينية في الخارج، إضافة إلى متابعة تقرير غولدستون في الهيئات الدولية.
احتجاجاً على الإجراءات العسكرية الإسرائيلية المشدّدة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية منذ أربعة أيام على مدينة القدس ومداخلها تحضيراً لافتتاح كنيس الخراب اليهودي، نفذت أسواق البلدة القديمة وأحياء مدينة القدس إضراباً تجارياً عاماً لمدة ساعتين. وذكرت مصادر فلسطينية، أن الجماعات اليهودية المتطرفة ستبدأ خطواتها لبناء الهيكل الثالث المزعوم ابتداء من يوم غد، وقد أعدت حجارة خاصة مغلفة بالأعلام الإسرائيلية وضعت على شاحنة خاصة بالقرب من باب المغاربة كي يتم نقلها لاحقاً إلى داخل المسجد الأقصى. ووجهت القوى الوطنية والإسلامية في مدينة القدس دعوة لأهالي المدنية والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، إلى مواصلة الرباط في القدس، والتوجه إلى باحات المسجد الأقصى للصلاة والمكوث فيه والتصدي لجميع محاولات الاقتحام التي تنفذها الجماعات اليهودية المتطرفة.
لليوم الثالث على التوالي، تواصل القوات الإسرائيلية الحصار المشدّد الذي تفرضه على البلدة القديمة من مدينة القدس والمسجد الأقصى. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات كبيرة من الشرطة وحرس الحدود تمركزت على متاريس وحواجز على بوابات القدس القديمة وأخذت تدقق في بطاقات المواطنين، حيث منعت المواطنين من دخول البلدة ومنعت التجار الذين لا يسكنون في أحياء البلدة من دخول متاجرهم ومراكز أعمالهم، كما منعت طلبة المدارس من الالتحاق بمدارسهم. وكان عشرات المصلين قد أدوا صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة تحت مراقبة قوات الشرطة الإسرائيلية، التي سيّرت دورياتها في الشوارع الرئيسية في المدينة. إضافة لذلك، أطلقت قوات الاحتلال منطاداً رادارياً استخبارياً في سماء مدينة القدس، كما حلقت طائرة مروحية على مدار الوقت في المنطقة لمراقبة المدينة، وذلك ضمن الإجراءات المشددة التي تنفذها قوات الاحتلال قبل افتتاح كنيس الخراب، الذي يعتبر أكبر كنيس يهودي داخل البلدة القديمة قريباً من المسجد الأقصى. وكانت المئات من اليهود والأجانب قد نظموا اليوم احتفالات صاخبة بمحاذاة البوابة الثلاثية المغلقة للمسجد الأقصى قرب القصور الإسلامية الأموية، مطلقين هتافات تدعو لطرد الفلسطينيين من القدس.
في حديث صحافي، كشف الباحث في مجال الاستيطان في معهد الأبحاث التطبيقية ورئيس قسم نظم المعلومات الجغرافية والاستشعارية عن بعد، عيسى زبون عن مخطط إسرائيلي يهدف إلى تغيير الواقع الديمغرافي في مدينة القدس المحتلة، مبيناً تأثير هذا المخطط على السكان الفلسطينيين في القدس، مشيراً إلى تصريح لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن تغيير في واقع القدس خلال الأشهر الست القادمة. وأضاف زبون، أن التغيير سينتج عن استكمال بناء جدار الفصل، الذي سيغير الوضع الديمغرافي الفلسطيني. وأوضح أن المقدسيين يمثلون اليوم 35% بينما يشكل اليهود 65%، أما بعد استكمال الجدار الفاصل، والذي سيؤدي إلى عزل 130 عربي خلفه، وزيادة في أعداد اليهود، فستصبح نسبة العرب 16% في مقابل 84% لليهود. وحذر زبون من خطورة هذا المخطط وتأثيره على المقدسيين، مؤكداً أن الهدف منه تفريغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين ومحاصرة الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة، لأنها أصبحت مكتظة بالسكان الفلسطينيين، وإحاطة المدينة بمستوطنات رئيسية في الشمال والجنوب. ولفت زبون إلى تأثير هذا التغيير على المرحلة النهائية من المفاوضات بعد أن يتغير واقع الأمر في مدينة القدس وتصبح الأغلبية السكانية لليهود وليست للفلسطينيين.
انضم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك اليوم إلى منتقدي قرار بناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس. وأوضح براك أن الحادث المؤسف الذي حصل خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن كان غير مقصود، إلا أنه كان بلا شك مضراً وغير ضروري. وشدّد براك في كلمة له خلال احتفال بأعياد الفصح اليهودية القادمة، على أهمية الصداقة الأميركية – الإسرائيلية. وأضاف براك، أنه على الرغم من مسؤولية الإسرائيليين عن مصيرهم، إلا أن صداقة الولايات المتحدة الأميركية مهمة لأمن وسلام المنطقة، مشيراً إلى أن هذه الصداقة تلزم الإسرائيليين باحترام ومسؤولية متبادلين. وبالنسبة لعملية السلام، أعرب براك عن قناعته بضرورة استئناف محادثات السلام، وباستثمار الأفكار والجهود في سبيلها. بدوره اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو أن الإعلان عن قرار البناء كان مضراً ولم يكن يجب حدوثه. وأضاف نتنياهو أنه شكل لجنة للتحقيق في الظروف التي أدت إلى إعلان القرار لضمان عدم تكرار الحادث مرة ثانية.
أقدمت الشرطة الإسرائيلية اليوم على إغلاق مدرسة الأقصى الثانوية للبنات الواقعة داخل المسجد الأقصى قرب باب السلسلة، بعد أن أخرجت الطالبات منها، وتمركز عناصر الشرطة الإسرائيلية على بوابات المدرسة. كما أغلقت المدرسة الثانوية الشرعية الواقعة بين باب الأسباط وباب حطة، داخل المسجد الأقصى. وذكرت مصادر فلسطينية، أن السلطات الإسرائيلية واصلت اليوم أيضاً إغلاق بوابات المسجد الأقصى باستثناء أبواب حطة والأسباط والسلسة، التي تتمركز عليها قوات معززة من الشرطة وحرس الحدود الإسرائيلي. وكانت القوى والمؤسسات الوطنية والدينية في القدس قد جددت نداءها اليوم إلى المواطنين القادرين على الوصول إلى القدس، بضرورة شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى والتواجد فيه في هذه الأيام، خاصة بعد إعلان السلطات الإسرائيلية عن افتتاح كنيس يهودي يعتبر الأكبر في البلدة القديمة خلال اليومين القادمين، وهو لا يبعد عن المسجد الأقصى أكثر من عشرات الأمتار. واعتبرت هذه القوى والمؤسسات، أن افتتاح الكنيس الذي أطلق اليهود عليه اسم الهيكل الصغير، سيعطي الضوء للبدء ببناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى.
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، نبيل شعث، أنه يستبعد تقديم أية ضمانات أميركية يتم من خلالها الطلب من إسرائيل التراجع عن خططها الاستيطانية الجديدة وذلك خلال زيارة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل إلى المنطقة. وأعرب شعث عن اعتقاده بأن الأميركيين سيحاولون كما يفعلون دائماً حض الفلسطينيين على العودة إلى المفاوضات من دون تقديم ضمانات مكتوبة، لافتاً إلى أن الأميركيين لم يتخذوا إجراء فاعلاً من القرار الإسرائيلي، رغم تزامنه مع زيارة نائب الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن إلى المنطقة. ووصف شعث القرار الإسرائيلي بوقف عمليات الاستيطان لمدة عشرة أشهر بالخدعة الكبيرة. وبالنسبة لموضوع المصالحة الوطنية، أوضح شعث أن الملف لن يطرح في مؤتمر القمة العربية القادمة في ليبيا في نهاية الشهر الحالي، مؤكداً أن ملف المصالحة الوطنية لن يخرج من يد مصر. ولفت شعث إلى أن رفض حركة حماس توقيع ورقة المصالحة المصرية يعود إلى عدد من الأسباب أهمها تخوف الحركة من الانتخابات وتفضيل إعمار قطاع غزة قبل إجراء الانتخابات، وإلى تخوفها من عمليات ثأر وانتقام، إضافة إلى عدم رغبة أعضاء الحركة من خارج فلسطين بالتوقيع، على الرغم من إبداء الكثيرين من داخل القطاع رغبة بالتوقيع. وطمأن شعث حركة حماس، إلى عدم وجود نية في إقصائها من الساحة حتى لو لم تنجح في الانتخابات، مطالباً بالمصالحة العشائرية ودفع الديات قبل البدء بالمصالحة الوطنية لتجنب عمليات الانتقام والثأر.
ذكرت مصادر فلسطينية في مدينة القدس، أن مواجهات عنيفة اندلعت مساء اليوم في عدة أحياء في مدينة القدس، خاصة تلك القريبة من المسجد الأقصى في البلدة القديمة، وذلك بعد الإجراءات الإسرائيلية المتشددة المفروضة على المدينة. وأضافت المصادر أن المواجهات اندلعت بين المواطنين والجيش الإسرائيلي بعد صلاة المغرب، وتركزت حول المسجد الأقصى، خاصة في رأس العمود. وقد أدت الاشتباكات إلى إصابة مواطنين بحالات اختناق بعد إطلاق قنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع من قبل قوات الاحتلال، كما تم اعتقال اثنين من المواطنين. يذكر أن مواجهات عنيفة كانت قد اندلعت يوم أمس بعد صلاة الجمعة في مدينة القدس، بعد أن قامت قوات الاحتلال بمنع الفلسطينيين من أراضي 48 من دخول المدينة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، كما منعت من هم دون سن الخمسين من ذلك أيضاً.